#شاورما #الثقافة…
جمال الدويري
إشهارات ثقافية كثيرة تصدرها تجمعات تعج بالبريق والفرقعة الإعلانية كل يوم وأمسية، لا يشبه غالبيتها سوى شاورميّات لدى صاحب وجبات سريعة غطّت على غثّها أكوام من البهارات المطيّبة المجهولة المصدر، ربما تسدّ الجوع، ولكنها تهدر الذوق والصحة، تفاقم المغص الثقافي، وتهيّج #قولون #الأدب والبيئة اللغوية، وتنشر في الأجيال العمى الإبداعي والنتاج المتميز من النصوص ذات القيمة المُضافة، التي تفتح الشهية وتثير النهم الذوقي الراقي.
كثير من هذه المطبوعات، تصلح اوراقها فقط، للف وجباتها السريعة، ولا ينقص (مبدعيها)، سوى قلنسوة الطباخين غير المهرة، والملاعق والقدور المصدوءة، لتفريقهم عن ملايين الزبائن الجياع، لأي كمّ يصبر الأمعاء على ألم الجوع.
ولا أظن والحالة هذه، ان ثقافة الرُكب الممزقة وأفلام الجنّ والمعلقات المهتوكة الستر، سوى نتاج مطابخ الادب والشعر السريعة، ولفائف عرمرميات النرجسية الجاهلة وصفقات المحسوبية والمجاملات الرخيصة في سوق النخاسة الأدبي، وعروض الأزياء والعطر المقلد أبو الدينار.
تبّا لكل من تموضع أمام كاميرات موبايلات نهمة، لتقليد الكبار بتوقيع إشهار لا يمكن أن يشتهر، وكل من نافق وطبع ونشر غثّا يُسقط الذائقة العامة، ويزوّر ضمير الأجيال.
ولمن رحم ربي في هذا البحر المتلاطم العكر، الف تحية وشكر، على إصدارات قيمة ما زالت تحترم العقل والمنطق ولغة القرآن الكريم.