الأخ العزيز احمد، ليس هناك خبرا أرسله ولكنها إشارة لموقف تعرضت له مؤخرا. دعيت وعدد من الزملاء الأكاديميين لعضوية واحدا من الأحزاب الوطنية. وكان التالي:
سئلت والزملاء مرات عديدة حول فيما إذا أن الحزب وطنيا أم لا. وحتى هذه اللحظة لا أجد تفسيرا علميا لذلك السؤال المتكرر إلا تفسيرا واحدا أعزوة لدرجة القلق من الانتساب للأحزاب واثر ذلك على مستقبل الأكاديميين المهني. واصف ذلك بالقلق تخفيفا من وقع الوصف الحقيقي لمثل هذه الحالة، وهي حالة خوف عميقة ما زالت تنتاب الجميع، وهذا الواقع-من وجهة نظري- يصبح مخيفا إذا ما كان ذلك الشعور ينتاب أكاديميين مؤتمنين على عقول أبناء هذا الوطن.
أما الأمر الثاني والذي أتمنى عليك تناوله فانه يتعلق بما وقع أثناء الاجتماع. فأمين عام الحزب المفروض أنة تولى مناصب سياسية رفيعة وكنت افترض والجميع الحد الأدنى من المنطق السياسي يحكم إدارة ذلك الاجتماع. إلا إنني والجميع، إلا أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة بطبيعة الحال، أدركنا منذ اللحظات الأولى أن الاجتماع والحزب بطبيعة الحال ما كان ليكون إلا لتمجيد بطولاتهم . أمضى معالي الأمين العام للحزب ما يزيد عن الساعة يتحدث عن بطولاته وأمجاده التي لا يشق لها غبار في مكافحة الفساد والمفسدين أثناء عهدة الميمون ولم ينسى أن يضعنا في مستقبل ما يمكن أن يقوم به من بطولات إذا ما أعطي الفرصة والسحيجة مرة ثانية.
للاختصار، فما استطعت استخلاصه وقراءته كأكاديمي، هو أن وقراءته حول أصحاب المعالي قد خفتت شيئا ما من حولهم، ومن المنطقي بل من المفروض عليهم ان يجدوا السبل الممكنة وغير الممكنة لاستعادة البريق وإزالة الظلام الذي يعتري ماضيهم الباهر. واعتقد أن واحدة من إبداعاتهم التي لا تعد ولا تحصى خلصت إلى استبدال المضافات التي تلتئم في قرانا وبوادينا والتي ربما أوصلتهم إلى ما وصلوا إلية بنفس المضافات ولكن بمتفرجين مختلفين هذه المرة، ووقع الاختيار على أصحاب العقول والمفكرين، ومما لا شك فيه أن الحالة هذه ستضفي عليهم هالة مختلفة. كيف لا وهم يجمعون نخبة النخبة من علماء هذا الوطن يرسمون لهم خارطة طريق المستقبل باستخدام أدواتهم البالية، وذلك طبعا مع الأخذ بعين الاعتبار أن اؤلئك العلماء هم جهلة في السياسة وإدارة شؤون الدولة، فذلك أمر منوط بهم وحدهم دون غيرهم.
الحقيقة إنني أريد إن ابكي، لو استطيع، على ما أوصلونا إلية. نهبوا مقدرات الوطن، يسجلون بطولاتهم، وينكرون علينا عقولنا.
عودا على بدئ، احتفظ بحقي بان لا تعلن عن اسمي لطفا وتلطفا.
———————
الإسم : استاذ جامعي
البريد الالكتروني : haldomi@yahoo.com