برشا برشا / محمود الشمايله

برشا برشا ؛

ما بين الريال والبرشا مسافة أشبه ما تكون بين بغداد ودمشق
وكأننا نفتش عن وجه الليل في بيادر العتمة،،،
كم نحن مثيرون للشفقة،،،،

لم أعد أهتم للرياضة المحلية ولا حتى العالمية ولم تعد تلك الرياضات النسائية تدهشني ولا حتى الدوري الاسباني في كرة القدم ..

باغتني أحد الاشخاص بسؤال اطلقة في وجهي دفعة واحدة ثم فنّجل عينية في انتظار اجابتي .

هل انت مع البرشا أم مع الريال؟؟!

اسقط في غيابة الارتباك محاولا استطلاع عينية المتشصبتين ولسانه الذي اخذ وضعية القصف
لا ادري لماذا يصر على ان يجعلني امام هذين. الخيارين فقط ، ولكني حتما سابحث عن خيار اخر واقحم نفسي فيه فيما لو عجزت عن الاجابة
كنت اتمنى لو اعرف اسم فريقه لعلي اتجنب قذائفة الكلامية ، على اية حال كنت واثقا انه سيفعل ذلك سواء كنت معه او ضده .

الملم نفسي واقذفه باجابتي المقتضبة ، فقلت : يا صديقي لست مهتما واشعر أن الأمر لا يعنيني بشيئ ،
واعتقد ان فوز احدهما على الاخر هو شأن اسباني يجب ان لا نتدخل فيه ..

من الواضح جدا ان الاجابة لم تعجبة قط ، خفف من فنجلة العينين ، لا شك انه شعر بخيبة شديدة لاني خذلته ،،
كان من الممكن ان اتشارك معه في مساندة فريقة وعندها سنتقاسم تعليقاتنا الساخرة ضد الفريق الاخر ، او ربما سأكون احد خصومة وعندها سيقصف فريقي ويلعن سنسفيل الي خلفوني ، او ربما يضربني ب قنوة تفتح رأسي وتدخلني المشفى.

عم الصمت قليلا بعد ان كسرت مجدافية وافقدته حماسة الحديث ، قلت اعتذر منك يا صديقي .
رسم ابتسامة صفراء وسألني بتهكم ، وانت لوية عايش بشوه بتهتم ؟!!
قلت للاسف يا صديقي انا لا اهتم لاي شيء ذو قيمة ،
فقط اتابع اخبار الوطن في صحافة الوطن واعد انفاس المحتضرين تحت الانقاض في حلب او ربما تمكنت من قراءة الفاتحة على ارواح الشهداء في الموصل ،
واحصي عدد الاطفال الذين منحتهم الحرب امتيازات اليتم في مخيمات اللجوء الانساني.

اسف يا صديقي ليس لدي ما اهتم به سوى تلك الاشياء البائسة ،،

اعلم يا صديقي ان حالتي صعبة لانني لا اهتم بالبرشا او الريال ولكني اعدك ان افعل ذلك وساصلح حالي حالما ننتهي من بعض الاشياء التافهه .

هل اخبرك بشيئ آخر ؟
ارجوك لا تخبر احدا عنه فربما يصفني احدهم باني تافه؟

هل تصدق انني منشغل الان بإضراب الاسرى الفلسطينين في السجون الاسرائيلية هم مضربون عن الطعام ،بدأت معركتهم مع الصهاينة من جديد ، ولكي يبدو الامر اكثر اثارة قام المستوطنون بعمل حفلات شواء على اسوار السجون .

ارجوك يا سيدي لا تسخر مني ، اعلم انني شخص تافه وأشغل نفسي في أمور أكثر تفاهه مما يجب .
على اية حال لست مضطرا لاخبرك عن حجم الالم الذي يسكنني .
هذا العام كان قاسيا ايضا وربما اشد قساوة من العام الماضي ،، فقد فقدنا العديد من الشهداء في لحظة دفاع عن الوطن .

اعتذر منك يا صديقي لانني خيبت أملك ، واعتذر لانني لا أملك اية مشاريع رياضية ..

اعدك انني ساتدخل في الشأن الاسباني وربما ارافق فريق الملكية الاردنية للطيران الذين يشاركون البرشا في مبارياتهم على نفقة شهداء الوطن في كل مباراة…

كم نحن متعبون بجراحنا..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى