سواليف – مغامرة خطرة عاشها مصور سعودي مهتم بالحياة الفطرية، وذلك أثناء التقاطه “بورتريه” لأفعى الكوبرا السامة عندما غافلته بحركة سريعة، وقفزت على الكاميرا الخاصة به.
المصور الفوتوغرافي المغامر سعد آل مداوي يروي تفاصيل اللحظات العصيبة التي عاشها أثناء توثيقه لقطات للكوبرا العربية قائلا: “لدينا مزرعة في جبل منعاء في محافظة تنومة جنوب السعودية حيث كان والدي يعمل كعادته اليومية في المزرعة فشاهد الأفعى تتجول في محيط المكان، ويعلم مسبقاً أنني مهتم بتصوير الثعابين والأفاعي فقام بالاتصال بي لإبلاغي بوجود ضيف ثقيل بالقرب من المزرعة وعلى الفور حملت كاميرتين وتوجهت للموقع ووجدتها”.
وأضاف: “بخبرتي التراكمية بدأت أتعامل مع تصوير الكوبرا بحذر شديد لأنها من الأنواع الخطرة والسامة ويبلغ طولها مترين، وبمجرد أن هممت بتصويرها استفزها وجودي، وقامت بمهاجمتي لكي أبتعد عنها ثم قفزت على واحدة من الكاميرتين التي نصبتهما في المكان”.
وتابع آل مداوي: “عندما لحقت بي حينها استعنت بأخي وأتى لمساعدتي في تشتيت انتباهها لتصويرها وقمت بأخذ عدة لقطات لها، ولكن هجومها لم يتوقف وحاولت الوصول لي أكثر من مرة في الوقت الذي كنت أبحث فيه عن هدنة معها لتصويرها، وحاولت أن تلدغني فاستعنت بعصا كبيرة لإخافتها وتمكنت من صدها واسترجاع الكاميرا بعد أن غادرت الكوبرا الموقع وتسلقت شجيرة”.
وحول بداياته في التصوير ذكر المصور آل مداوي أنه بدأت علاقته بالكاميرا قبل نحو 15 عاما موضحا: “أنا أهوى تصوير الحياة البرية سواء الأفاعي أو الغزلان أو الوشق وغيرها، و انطلقت هواية التصوير لدي. مبكرا عبر كاميرا الجوال وأتذكر قبل 15 عاما تحصلت على كاميرا هدية من عمي من نوع كوداك ولكن كانت متعبة لتحميض الأفلام، لأني كنت أقطع مسافة 150 كيلومتر لاستخراج الصور من الكاميرا”.
وأكمل حديثه: “اشتريت أول كاميرا احترافية منذ 10 سنوات وواصلت تنمية هوايتي، وأكملت تصوير الحياة البرية وإنتاج الأفلام الوثائقية، وعلى الرغم من مخاطر هذا النوع من التصوير إلا أنني أعيش لحظات سعادة أثناء تصويرها لعشقي لدواب الأرض وتصويرها بشكل مختلف والتوجه للغابات وصعود الجبال لتوثيق حياة البراري”.
وكشف في ثنايا كلامه أنه عثر على ما يقارب من الـ 25 نوعاً من أنواع الثعابين والأفاعي المتواجدة جنوب السعودية التي تتكيّف حسب أجواء وتضاريس المنطقة، حيث تختلف طبيعتها من منطقة لأخرى.
وأبان أن مناطق سهول تهامة في الجنوب الغربي للمملكة يوجد بها أقوى أنواع الثعابين سمّية، ومنها الأول على مستوى العالم وهو الصل الأسود.
و عن المواقف التي مر بها ولا ينساها على حد وصفه أوضح آل مداوي أن ذلك حدث أثناء البحث وعملية التصوير الليلي، عندما داست قدماه على أفعى الحراشف التي تصنف حسب قوله بأنها ثامن أقوى الثعابين سميّة في العالم، ويعتبر هذا الموقف من المواقف الصعبة التي مر بها ولا يزال عالقا في ذاكرته.
كما وجه المصور الشاب نصيحة لمصوري الحياة البريّة والفطرية بالتعامل بحذرٍ شديد مع كل ما يشكل خطراً صريحاً على حياتهم، وعدم أخذ الأمور بتهاون ونقل الصورة للمشاهد بواقعية وبالشكل الذي يليق بها ويليق به كمصور للحياة البرية.