الحاكم الفرد / موسى العدوان

الحاكم الفرد

يقول الكاتب المصري عاطف الغمري في كتابه ” الإصلاح السياسي ” ما يلي وأقتبس :

” . . . من هنا تبدأ أزمة الحكم الذي يبعد بنفسه عن القواعد المستقرة للعمل السياسي، ويحصره في دائرة ضيقة من النشاط الفردي أو القبلي، وذلك لأن السياسة كما استقر على ذلك علم السياسة، هي نشاط إنساني محوره الإنسان، وعلاقة الحاكم بالمحكوم، وليس محوره الحاكم.

إن الحاكم الفرد حين يصبح هو محور النشاط والحركة والفكر، فهو يختزل الوطن في ذاته، ويطمس في عينه الخط الدقيق الفاصل بين الحاكم والوطن، ويترسّخ في عقله اقتناع بأنه هو نفسه الوطن والدولة.

والدولة هي أشبه بكيان يمشي على ساقين – الحكم والناس – وإذا استغنى بنفسه عن الناس، ولعب الدورين معا – دورهم ودوره – فهو كمن يمشي بساق واحدة. وإن فعل فهو متعثر الخطى، منتكس الاتزان، عاجز ‘ن أن يصلب طولا أو يثبت قدما.

ثم أن السياسة أيضا – كما عرفها علم السياسة – هي نشاط من أهم وظائفه، القدرة على الخيال وابتكار أفكار وطرق ووسائل التعامل مع ما يتغير. وهنا تنقطع الصلة بين السياسة كنشاط، وبين ما يجري في الواقع، في حالة تضييق دائرة المشاركة في القرار، عندما تعجز المجموعة المختارة بالمواصفات الشخصية عن أن تلعب هذا الدور . . . “. انتهى الاقتباس.
* * *
* سؤال : أليس هذا ما يمارسه الحكام في دول العالم الثالث، وعلى رأسها حكام الدول العربية ؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى