#سيناريو #الحرب_الأهلية – #ماهر_أبوطير
تخطيط إسرائيل يستهدف التسبب بحرب اهلية بين #الفلسطينيين، واشعال قتال داخلي، والذين يقولون ان الحرب على قطاع غزة تستهدف فصائل المقاومة يتوهمون او ربما يكذبون.
تريد اسرائيل تدمير فصائل المقاومة، لكن لها اهداف استراتيجية، من بينها اعادة تشكيل الديموغرافيا الفلسطينية، وهذا تم من خلال التهديد بسيناريوهات التهجير، ومن خلال تحريك الكتل الفلسطينية داخل قطاع غزة ذاته، من الشمال الى الوسط والجنوب، ومن خلال التمهيد لسيناريو الهجوم على رفح، واعادة تحريك الكتل السكانية تمهيدا للهجوم، اذا تم فعليا، ولم يكن مجرد تهديد لإتمام صفقة تبادل الاسرى، اضافة لما يتعلق بالوضع في الضفة الغربية والقدس.
هذا يعني ان اسرائيل لن تقف عند حدود العمليات العسكرية، وهذا يفسر تدمير البنى التحتية، وتحويل الحياة الى جحيم، وهذا له تداعيات على مدى عقود، حتى لو توقفت الحرب.
الأدهى والامر ان اسرائيل تريد التسبب بحرب اهلية داخل القطاع، فالتركيبة السكانية داخل القطاع يغلب عليها الفلسطينيون القادمون من فلسطين المحتلة عام 1948، بنسبة تتجاوز 60 بالمائة، والبقية من اهل غزة قبل قيام اسرائيل، والمجتمع الغزي عموما يتسم بالتدين والعشائرية والتماسك الاجتماعي، حيث نموذج العائلات الكبيرة يعد بارزا من حيث العدد والتكافل الاجتماعي والترابط لاعتبارات موروثة تتعلق بمواجهة الازمات، كما ان هذا المجتمع موزع سياسيا على فصائل مختلفة، وهو ايضا يمثل اعلى نسبة تعليم جامعي في فلسطين، وهذا المجتمع يراعي حسابات بعضه البعض، ويخضع لمعايير حساسة تتعلق بالقيم والشرف.
هذا المجتمع تريد اسرائيل تشظيته وخلخلته وشقه سياسيا وامنيا، من خلال اشعال النار داخله ليصل اهله الى مرحلة رفع السلاح على بعضهم، خصوصا، حين ألمح الاحتلال سابقا الى سيناريو تشكيل ادارات محلية من تكنوقراط فلسطينيين لادارة القطاع، وهذا سيعني رد فعل داخلي يؤدي الى قتل وتصفية هذه الادارات من جانب العشائر والعائلات التي ستعتبر الامر بمثابة خيانة للدم، في مجتمع لديه حساسية مفرطة، ويمارس الثأر السياسي، كما ان اسرائيل عادت مجددا وتواصت مع قيادات اجتماعية من وجهاء ومخاتير وغيرهم، ليتولوا توزيع المساعدات ومن اجل منع فصائل المقاومة من التدخل في توزيعها، ولم يكن غريبا رفض أكثر من 12 شخصا هذه المهمة، لاعتبارات وطنية ولكونهم يدركون انهم لو وافقوا فسيتعرضون للتصفية والقتل، وبما سيؤدي الى رد فعل اهاليهم ضد من قتلوهم داخل القطاع، واسرائيل ذاتها التي لا تعرف كيف سيدار القطاع بعد الحرب، تدرك ان دخول سلطة اوسلو وعناصرها، على انقاض القطاع، سيؤدي الى مواجهات داخلية، واقتتال، وحرب اهلية، وسوف نسمع كل يومين عن سيناريو اسرائيلي جديد، ظاهره سياسي او امني او اغاثي، لكن باطنه يستهدف اشعال قتال داخلي، وحرب اهلية، بين مكونات غزة، التي ترقب بعضها البعض اليوم، بحساسية هائلة.
الخلاصة هنا تقول ان الحرب على غزة، لن تنتهي بمجرد وقف اطلاق النار، لان اسرائيل فعليا عددت مسارات الحرب، وتجاوزت المسار العسكري منها، وتريد التأكد جيدا من تلغيم كل القطاع، سياسيا وامنيا واجتماعيا واقتصاديا الى مرحلة ما بعد الحرب، لتضمن استمرار خرابه، واخراجه من معادلة تخوفاتها الاستراتيجية، وهذه مراهنة اسرائيلية بائسة لدى احتلال لم ينم ليلة واحدة مرتاحا منذ احتلال فلسطين، دون ان يسأل نفسه عن جدوى وجوده.
الغد