#سيناريوهات #الضحك على الذات / #يوسف_غيشان
تقول النكتة بأن سيدة قررت بكل إصرار وترصد أن تخفف من وزنها وتقلل من ترهلها، فأعلنت انها قد توقفت عن تناول طعام العشاء.
عند حلول موعد العشاء جاءتها المساعدة المنزلية وقالت:
- ماما…أجيب العشا؟
- لأ… لا تجيبي العشا أنا عامله ريجيم ..بس سخّني اللي بقي من الغدا وهاتيه.
ابتسموا إن شئتم، وأن شئتم قهقهوا، لكن هذه حالتنا حكومة وشعبا واقتصاديين، فنحن لا نختلف كثيرا عن مدام ريجيم هذه: - اذا قررنا ترشيد الإستهلاك تكثر ديوننا وترتفع مصروفاتنا، ومن لا يصدقني فليراجع سنوات زيادة ديوننا الخارجية ، سيجد انها السنوات التي وضعت ونفذت فيها حكوماتنا خططا لترشيد الإستهلاك، لكنها كانت خطط ترشيد على طريقة ريجيم المدام.
- ولا ننسى حكومة سابقة – نسيت أي حكومة وفي اي عام- قررت ترشيد استهلاك الوقود في السيارات الحكومية، فأحالت سيارات المرسيدس على الإستيداع، وربما باعتها خردة ، واشترت بديلا لها سيارات بي ام دبل يو…. الغريب ان المجتمع تقبّل ذلك…عادي.
- لاحظوا حاليا، فأوضاعنا الإقتصادية مفرطة في السوء، والسوق ضائعة بين التضخم والتقلص، وهذه حالة عالمية نادرة لا تحصل الا عند حضراتنا، ومع ذلك نطلب أن نحمل النعجة وأمها معا، ونبني عاصمة جديدة ونعلن عن مشاريع عملاقة..تماما كمن يمتنع عن العشاء، لنزدرد في موعده ما تبقى من دسم الغداء، وننام ونحن نمتلئ رضى على انفسنا لأننا نجحنا في إنجاز وتحقيق اليوم الأول للريجيم.
الإقتراح ان نتوقف تماما عن محاولات الترشيد، وان نتصرف كما نحن –بلا رجيم بلا هم- حتى لا نبذر جميع ما في الجيب ومافي الغيب ، ونرهن قرارنا الوطني والإقتصادي والسياسي ، لأننا نضخم وجبة الغداء، جتى ناكل المتبقي منها في موعد العشاء ونفخر بأنفسنا ونحتفي لأننا مروجمين!.
علينا أن لا نخشى من التكرش والترهل،لأن المستر اسحق نيوتن- مكتشف الجاذبية، قال في احد قوانينة العلمية :
– كلمـا زادت الكتلة زادت الجاذبية.
ونيوتن رجل عبقري ، وإحنا (أعبقر) منه، تحديدا في الضحك على أنفسنا.