سواليف
لم تكن للفتاة المصرية العشرينية هناء أحمد (اسم مستعار)، أي انتماءات لتيارات متشددة، غير أنها كانت مولعة بالحكايات التي تنقلها وسائل الإعلام عن تنظيم “داعش” في سيناء، إذ كانت تتابع أنباء قتالهم مع قوات الجيش والشرطة المصريين عبر موقعي التواصل الاجتماعي، “فيسبوك” و”تويتر”، واللذين تعرفت منهما على صاحب حساب يكنى بأبو حمزة المظفر.
يعد المظفر أحد كوادر “داعش” الميدانيين في رفح. وعقب شهرين من حديثه مع هناء، التي عاشت في محافظة بني سويف، جنوبي مصر، أقنعها بترك قريتها الريفية، والالتحاق به في سيناء.
وكانت مصادر أمنية مصرية قد كشفت، منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عن ضبط أول خلية نسائية متهمة بالانضمام إلى تنظيم ولاية سيناء، عقب وقوع انفجار عبوة ناسفة أمام مستشفى رفح العام، بعد التعرف على هوية سيدة اتهمت بوضع العبوة أمام المستشفى.
تجنيد الفتيات
تزوجت هناء، من المظفر، كما تكشف مصادر قانونية وقضائية وأخرى من أهل الفتاة، وعقب شهرين بدأت في التدرب على أساليب المراقبة لخطوط سير الأرتال العسكرية ورصد حركة المدرعات في رفح، وفق ما جاء في اتهامات النيابة العامة المصرية لها في أوراق التحقيقات التي اطلع عليها معد التحقيق. عقب نجاح هناء في تنفيذ المهمات التي كُلّفت بها، عملت على ضم عدد من صديقاتها لتنظيم “ولاية سيناء” (داعش). وبالفعل خلال 3 أشهر استطاعت من خلال حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تجنيد 4 شابات من صديقاتها بمحافظات مختلفة.
على فترات متقاربة خلال مدة زمنية قدرها 3 أشهر، وصلت 4 من صديقات هناء إلى منطقة رفح المصرية، وكلهن جامعيات في العشرينات من أعمارهن. ويقدّر الدكتور خالد بن زايد السواركة، المتخصص بشؤون الجماعات المتشددة في شمال سيناء، الشريحة العمرية للمنضمات إلى داعش بما بين 18 عاماً إلى 30 عاماً، قائلا “ينضم هؤلاء إلى التنظيم عبر الزواج من مقاتليه بشكل أساسي وعلاقة القرابة”.
”
يعد المظفر أحد كوادر “داعش” الميدانيين في رفح. وعقب شهرين من حديثه مع هناء، التي عاشت في محافظة بني سويف، جنوبي مصر، أقنعها بترك قريتها الريفية، والالتحاق به
”
ويوضح السواركة أنه في ظل حرب الجيش المصري في سيناء، “تعرضت كثير من النساء لظروف قاسية من قبل القوات النظامية، ما دفعهن للانضمام لداعش، بعد أن فقدت بعضهن أبناءً أو زوجاً أو حتى أفراد الأسرة بالكامل، أو تعرضن للإهانة والتعذيب، ومنهن أيضًا من هُدّمت منازلهن بواسطة قوات الحملات العسكرية وطائراتها، فكان خيار الانضمام إلى داعش هو الحل الأمثل للانتقام”.
ويتهم مصدر أمني في سيناء خلية داعش النسائية، بالتورط في 3 عمليات بمناطق الشيخ زويد ورفح، قُتل على أثرها ضابط ورقيب ومجند من قوات الجيش وتم تدمير 3 مدرعات عسكرية، مؤكدا على تغيّر نظرة التنظيم للمرأة وسعيه لتغيير استراتيجيته القتالية بعد تكثيف محاصرة عناصره بمدن الحدود السيناوية.
ويقول المصدر، لـ”العربي الجديد”، إن المتهمة بتجنيد أول خلية نسائية، اعترفت بتسهيل دخول الفتيات الأربع إلى شمال سيناء، لتزويجهن لأعضاء بتنظيم ولاية سيناء ومن ثم تجنيدهن لصالح التنظيم وتدريبهن على أيدي أزواجهن على زرع العبوات الناسفة وتفجيرها عن بُعد بواسطة أجهزة لاسلكية وأجهزة محمول.
ولفت إلى أنه تم القبض على النساء الأربع من مقار إقامتهن بمنطقتي جنوب رفح والشيخ زويد الحدوديتين بشمال سيناء ونقلهن لأحد المقار الأمنية بالعريش لإخضاعهن للتحقيقات الأمنية. وتبيَّن حسب أوراق القضية، التي اطلع معد التحقيق على نسخة منها، أن عشرات النساء من عائلات وقبائل سيناء، متهمات بالانخراط في صفوف داعش، وتقديم الدعم اللوجستي بأنواعه من طعام وشراب ومعلومات ميدانية عن تحركات قوات الجيش والشرطة بمناطق جنوب الشيخ زويد ورفح