سيكولوجية الحشود و التنافر المعرفي المجتمع الإفتراضي يخلق إتجاهات سلبية ومزيدا من الإعلام الموجه / نور الدويري

سيكولوجية الحشود و التنافر المعرفي
المجتمع الإفتراضي يخلق إتجاهات سلبية ومزيدا من الإعلام الموجه
كتبت _ نور الدويري
من الطبيعي أن يتطور سلوك الفرد وفقا لبيئته ومحيطه العام الذي يدفع به لإتجاه معين لتنشأ الإختلافات في الفرد نفسه وفي المجموعة الواحدة وأن تشابهت عادات المجموعة الواحدة لتشكل ( الانثولوجيا) أو علم الأنساق مشكلة تكوينات لمجموعات صغيرة وكبيرة تترابط معا لتخلق مجتمع واحد .
ولاشك أن هذه المجموعات الموجودة في المجتمع الواحد تتأثر بإضطرابات عامة نتيجة إنعاكاسات مثلث نمو أي دولة أو مجتمع والذي يبدأ بقاعدة (الإجتماعية) وضلعين (السياسة والإقتصاد) .
وهذه الإضطرابات العامة تؤثر على الحالة النفسية بالضرورة والتي تخلق أنماط سلوكية وفقا للجو العام واليوم نحشد تنامي مجتمعيا إفتراضيا داخل المجتمع الحقيقي ورغم كل توقعات تشكيل الرأي إلا أننا لا زلنا لا نعي شروط تشكيل الرأي العام.
فمثلاةيعتقد أن حصد الآلاف من متابعي بث مباشر ما تشكيلا لرأي العام ولكنه على أرض الواقع قد يكون تكون بدافع الفضول أو الملل أو مداعبة مخيلة النقاش لدى الفرد الأردني الذي يتمتع بقدرة عاليه على التفاعل بأي نوع من النقاش وتشكيله حالة جدل .
فلم ينجح على سبيل المثال حشد الرابع الأخير كثيرا رغم التحضر الضخم والمتابع مع المجتمع الأردني الإفتراضي داخل المجتمع الأردني الحقيقي فردود فعل المجتمع الإفتراضي كان تفاعليا ضخما لكنه كان العكس تماما في المجتمع الحقيقي وهذا يؤكد أن كم الجدل والتفاعل لا يعني بالضرورة تبني و/أو رفض فكرة ما .
لكنه بالضرورة قد يكون قناة لتحشيد في مرحةة تراكمية ما لم يتعامل معها وفقا لمحددات معينة.
وهذا مرده بالضرورة أن مجتمعنا الأردني يعاني من ظاهرة الإحباط وسوداوية التوقع بالمستقبل وفقا لمعطيات الحاضر والماضي القاسيين بإعتبارهما المسبب الرئيسي لوجود ظاهرة التناقض المجتمعي فنؤمن مثلا بثقافة العشيرة ثم نهاجمها عند أول مطب! ، ثم نؤمن بالفزعة ونختلف بأسلوب الإغاثة !!
لاشك أن هذه التناقضات تنامت على وسائل التواصل الإجتماعي بشكل كبير مطبقة نظرية التنافر المعرفي والتي تقول على التناقضات في تناقل المعلومة الواحدة أو أكثر تخلق مناقشات بين المنطقية وغير المنطقية وهذة أيضا يعود لغياب دور الإعلام في نقل المعلومة الأساسية والإعتماد على ظاهرة المواطن الصحفي الذي خلق إرتباك حاد في نقل ومصداقية وتحليل المعلومة لتصل للمتلقي مشوهه كثيرا وصحيحة بشكل قليل وتسمح برواد ونشطاء وسائل الإعلام من الإقتناع بقدراتهم وثقافتهم الإعلامية وخلق إتجاهات تسوء للمجتمع وللدولة حتى لو كانت موجه من الدولة فهذا أسلوب خاطئ وله معايير حساسة يبدو ان هنالك لبس في إستخداماتها وأي إنفعال في توجيهه لإحتواء أو إفتعال أزمة ما قد يؤثر أكثر سلبية على الخطاب العام ويقود الحشد لمزيد من الإنفعال غير المحسوب مما يساهم في خلق كرة ثلجية يمكن أن يفقد الجميع السيطرة عليها في لحظة ما.
وطبعا يؤثر ضيق نفسي للأفراد ويؤثر على صناعة القرار كذلك وهذا يدفع بظواهر غريبة لشخوص تؤثر في الرأي العام هي بالأصل بعيدة كل البعد عن الرأي السديد أو التوجيه الصحيح أو اللغة الواعية تماما مثل أن يقود السفينة بياع ترمس (مش بس بدو يعوم السفينة ويسكر القناة بدو يدمر وسيلة النقل بين المرسل والمستقبل ويدخل الامة بزحف لازمة أكبر) !؟
مما يحتم علينا تبني عوامل تطوير بعض المعتقدات والمعارف الشعبية المتداولة لتصحيح مسار تفكير الأفراد فقد تكون بعض العادات القديمة أكثر فاعلية من مثليتها الجديدة مثل ( كبير العشيرة ليس بالضرورة أن يكون أكبرهم سنا بل أكثرهم حكمة) وبالطبع تأطير التشكيل الإعلامي وتصنيف الإعلاميين والصحافيين ضمن معايير محددة ومهنية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى