“سيساوي يا ريس” حملة انتخابية بنكهة معهودة / ديما الرجبي

كان لابد للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من أن يبدأ حملته الإنتخابية من الهوية الشخصية أو ” البطاقة ” بوضع كلمة ” سيساوي يا ريس ” لتحل مكان البصمة لتأكيد الموافقة والإجماع على إنتخابه، في الدورة الإنتخابية التي يُصرع كل منافس له ” بقدرة قادر ” بقضايا فساد من حيث لا يحتسب بمجرد الإعلان عن ترشحه .
النظام القمعي السائد في العالم العربي يجعلنا نتيقن بأن ثورات مواقع التواصل الإجتماعي لم تعد تؤتي أكلها بعد أن كانت منذ بضع سنين سبباً للإطاحة بأنظمة فاسدة وحكومات مُفسدة .
لا أنكر مدى إعجابي “بكوميديا” الأنظمة التي تبدأ ” بضحكة جنان” وتنتهي بدمعة على الهم الوطني ؟!
الريس الذي عايش ” المية بالتلاجة ” هو الأقدر على ملامسة هموم الشعب وهو الأحق بالرئاسة وهو الذي أكد عند سؤاله عن نية الترشح للانتخابات الرئاسية بأنه لن يجيب على هذا السؤال إلا بكلمة واحدة مزجت بالضحكات من سيادته … ليقول

” مين الي تجيبوه ده بتاعكو انتو ومن بعد ما تجيبوه ما تقولوش ما اصلنا ….. ”
بإشارة أن الشعب المصري مسؤول عن قرار إنتخابه للريس الجديد ؟!

وهو ما يجعل الأمر أكثر كوميديا حيث أن الحملة الإنتخابية وتتالي سقوط المنافسين يشي بعقيدة النظام المصري بالتدخل في حرية الشعب وحقه الدستوري ؟
بينما تراقب الحكومة بكثافة أي ” منغص ” للريس يبقى الشعب المصري متعلقاً بلحظة تحقيقه ” لحريته” ساعة اعلان تنحي مبارك عن الرئاسة يرددون على آذانهم ” لو كنت ناسي أفكرك ” بمحاولة بائسة لإحياء الثورات المتدلية من مقصلة ” الحرية” فمنذ الإنقلاب الذي حصل على محمد مرسي ومصر تعاني عسر هضم للحقيقة .
مصر كأي دولة عربية تحركها قوى قمعية تتجه إلى تكميم الأفواه وتصفيد الأيدي وما عايشه هذا الشعب جعله يبتعد كل البعد عن أي ثورة في هذا الوقت على الأقل .
فإذا كان الإعلام موجه والحكومات تابعة والريس مطمئن ، ماذا تبقى من الحريات ؟!

والشي بالشيء يُذكر، يطرأ على الساحات الإلكترونية صبغة لم ينتبه لها أحد أو ربما أدركها احدهم ولم يتحدث بها الا وهي ” ثورة الثرثرة ” والتي بات كل مواطن في شتى بقاع الأوطان يعبر عن سخطه من خلال إدراجٍ “مراقب بشدة” لتسجيل موقف بطولي يتسم ” باللحظية ” ويكتفي بتأييد المعلقين والمعجبين والمغردين له ليعزز بنفسه/ا ربما موقف سيسجله التاريخ له عندما تمسي السلاسل بالأعناق .

مقالات ذات صلة

لم يشهد التاريخ انبطاحات كالتي يسجلها اليوم ولم تشهد الشعوب ضنكاً وإختناقاً كما تشهده اليوم ، فما بين ارتفاع معدل الجريمة والدعارة والفساد والغلاء والخ …. من حطب الحكومات الذي تحترق به الشعوب
يبقى الأمر لا يبتعد عن كونه حقبة تاريخية جديدة لن نتذكر بها يوماً واحداً انتصرنا به لأنفسنا أو لكرامتنا …

والله المستعان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى