سيرين من المسؤول؟/ د.حازم قرالة

كم من سيرين في وطني تنتظر سرير شفاء وكم من سيرين تنظر موعد عملية جراحيه أو موعد زيارة طبيب في عيادات وزارة الصحه.
اليوم وزارة الصحه تختنق، تئن وتستغيث ولا مجيب و سأدخل في لغة الأرقام مباشرة، فالارقام لا تكذب
بحسب احصائيه رسميه صادرة من ادارة مستشفيات البشير

٩٠٠٠ (تسعة آلاف) مراجع يوميا للمستشفى
٣٠٠٠٠(ثلاثون الف) شخص يدخلون مرافق وأقسام المستشفى يوميا
٣٥٠٠٠٠٠ (ثلاث ملايين ونصف) مراجع سنويا للمستشفى
٣٢٣٠٠(اثنان وثلاثون ألفا وثلاثمائة) عمليه جراحيه اجريت في العام ٢٠١٩ بما يقارب ال ٢٧٠٠ عمليه جراحيه شهريا

هذه الأرقام المهولة والصادمة يقابلها تخفيض في نفقات مستشفيات وزارة الصحه من خلال تخفيض ميزانيتها فبحسب احصائيه رسميه أخرى بلغت ميزانيه وزاره الصحه في العام ٢٠١٤ ستمئه وخمسين مليونا وفي العام ٢٠١٩ ازداد اعداد مراجعي الوزارة بنسبة ٣٣٪ بينما لم تزد ميزانية وزارة الصحه الا مليون واحد حيث بلغت ٦٥١ مليون.
اما الكوادر الطبيه فحدث ولا حرج فلم يزد عدد الأطباء في الوزارة خلال هذه الفتره عن ٢٣ طبيب.
اليوم يبلغ عدد الأطباء في وزارة الصحه قرابة ال ٥٠٨٠ طبيب موزعين على ٣٢ مستشفى وأكثر من ٧٠٠ مركز صحي يعالجون ما يقارب ال ٧٠ ٪ من أبناء الوطن، تحت ضغط عمل لا يخفى على الجميع.
ماتت سيرين بالأمس تنتظر سرير شفاء وسارعت الوزارة بتوجيه أصابع الاتهام والتقصير لكوادر المستشفى متنصلة من المسؤولية الإدارية بتوفير العدد الكافي من الأسرة وتأمين حق المواطن في العلاج، فالطبيب اليوم هو المسؤول عن توفي السرير وربما المخدة والشرشف أيضا، وهو المسؤول عن نقص الادويه وباقي الإمكانات.
ماتت سيرين بالأمس وقبلها مات أطباء بعمر الزهور نتاج الإرهاق والضغط النفسي وساعات العمل التي لا تنتهي، فمن الطبيعي جدا في مستشفيات وزارة الصحه أن تلتقي بطبيب لم يرتاح ولم ينم منذ ٢٤ ساعة وأكثر، ثم تتحدث الوزارة عن مثالية العمليه العلاجية.
ماتت سيرين بالأمس وكم من سيرين اليوم في مستشفياتنا تنتظر سرير أو موعد عملية أو علاج وهذه مستشفياتنا أقسام الطوارئ فيها لاتكذب يكفي لأي منا أن يتجول فيها ليرى كم سيرين في وطني.
في النهايه تكثر الحجج والاتهامات ولكن الخاسر بلا شك هو مقدم الخدمة ومتلقيها.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى