سيبقى فينا ما حيينا ! / عبدالمجيد المجالي

13332799_1086891128033977_834006403436043323_n


للذين يعيبون علينا أننا ننظر إلى نصف كأس الفارغ دائماً (رغم أنهم سرقوا الكأس نفسه)، للذين يرون أننا نتصيد السلبيات ونشيح بوجهنا عن الإيجابيات (رغم أن الإشارة إلى السلبيات ومحاولة تغييرها هي الإيجابية بحد ذاتها)، للذين يريدون الاحتفال بتاريخ ناصع لا لبس فيه ، للباحثين عن الرموز الصادقة في زمن انقراضها. تعالو أحدثكم قليلاً عن الإيجابيات الحقيقية والتاريخ الحقيقي والأردن العالي كما نحبه وكما نريده أن يكون،تعالوا أحدثكم عن الأسد المحلق الطيار فراس العجلوني في ذكرى استشهاده التاسعة والأربعين :

فراس كان الإقدام في أحلى صوره، والشجاعة عندما ترتدي أجمل ما لديها ، والبطولة حين لا يليق ببهائها شيء سوى الشهادة !.. كان من أوائل الطيارين الذين اخترقوا أجواء العدو الصهيوني إن لم يكن الأول على الإطلاق ..وفي معركة واحدة نجح ذلك الأردني الجميل الذي كان يقود سرب مقاتلات “الهوكر هنتر” بإسقاط تسع طائرات ميراج صهيونية قبل أن يغتالوه على الأرض في قاعدة المفرق الجوية بعد أن تبين لهم أن الفضاء ملعب الصقور وليس للفئران مثلهم أن تنال من صقر مثله في ملعبه!

هل تعرف معنى أن تنجح الهوكر هنتر بإسقاط تسع طائرات ميراج تفوقها قدرة وحداثة وكفاءة في التصنيع؟! الأمر يشبه أن تتفوق سيارة لادا من مواليد الستينات على مرسيدس موديل السنة،لكن فراس نجح في ذلك لأنه كان يملك ثقة الأردني التي ضعضعوها فينا ،وإرادة الأردني التي أضعفوها فينا ، ولأن قلبه كان عامراً بعداوة الكيان الصهيوني ،وهذه الميزة وحدها تفوق كل الأسلحة وكل فارق الامكانيات، كان ذلك قبل محاولاتهم الدائمة لجعل هذا الكيان صديقنا الحميم،لكنهم لن ينجحوا بإذن الله، لأن فراس سيبقى فينا ومن حولنا ما حيينا: شمعة تضيء ليالينا السوداء وقطرة ماء تحيي أراضينا القاحلة ،وسنبقى نذكره رغم أنه صار ضليعاً في الغياب ،وننسى سواه وهم في عز الحضور ،لأنه الرمز والبطل،ولأنه التاريخ الأبهى والأجل !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى