سياستنا السياحية ،وضرورة التطوير
لا أحد ينكر أهمية السياحة كرافد مهم للإقتصاد الوطني،السياحة ليس فقط اسم لمكان نتغنى به،بل هي مكان نراعي ونحرص على تطويره، مع المحافظة على معالمه وهويته ،وإيجاد كل سبل الراحة والترفيه الحلال،وأصر على مفهوم الحلال،وقد نجحت دول مجاورة في سياحة الحلال ،لمن اراد الحلال ،ثم حفظ أمن المكان والمحافظة على أمن وسلامة زائريه.
يتوفر لدينا المكان السياحي،ويتوفر لدينا عنصر السلامة والأمن، ولكن نفتقد إلى عنصر ثالث…وهو وجود إدارة ذات كفاءة واحترافية على التطوير وإيجاد البدائل للترفيه،واﻹرتقاء ومواكبة أساليب التسويق الناجح ،والبعد قدر اﻹمكان عن التقليد .
إن وجود اﻹدارة الناجحة،هو أمر مهم جدا،في ظل وجود المنافسة من الأسواق السياحية المجاورة ، إدارة ذات قدرات على إدارة كل المنتجات والأماكن السياحية،إدارة تتمتع بقوة اﻹرادة،وبروح المبادرة ،ﻹيجاد وسائل الترفيه، والعمل على رعايتها وتطويرها بإستمرار،وبما يتناسب ويتواكب مع المنتجات السياحية في الدول المجاورة.
منذ ايام مضت ،كنت أراقب حجم التسويق السياحي لبعض الدول المجاورة،بصدق صعقت…لما رأيت ،تسويق ناجح، وأسعار جاذبة ومناسبة، حتى لمواطني تلك البلدان،وهي أسعار اقل بكثير مما يتم اﻹعلان عنه في بلادنا،والاهم من ذلك الحرص الشديد على مفهوم الرفاهية المتجدد.
مع كل الأسف والأسى..وانا لا اجلد الذات ولكن اشخص حالتنا من خلال ما اعرفه واطلع عليه،وخير شاهد على ذلك،ارتفاع تكلفة السياحة المحلية ،ممكن بسبب عدة عوامل منها ،الكم الهائل من الضرائب،وارتفاع فاتورة الطاقة، وارتفاع أسعار الكثير من المنتجات،الامر الذي أدى إلى تدني نسبة الحجوزات، في العقبة والبحر الميت…ولانه لا يوجد بدائل غيرهما،ولوحظ ذلك من خلال سفر عشرات الآلاف من الاردنيين إلى الخارج ،وخاصة الى الدول المجاورة.
باعتقادي أهم الأسباب لتراجع الموسم السياحي الحالي ،يعود كذلك إلى وجود مسؤولين..لا يعرف لهم قرار صدق يصب في مصلحة تطوير سياحتنا،وإن زعموا انهم يحرصون ،لأن الواقع يفضح كل ما يقال.
وزارة السياحة…في واد سحيق عن كل ما يعني السياحة،اين تطوير محمية الازرق ،لتكون وجهة سياحية على مدار العام ؟
أين تطوير القلاع والحصون في بعض المحافظات ،والتي انفقنا عليها عشرات الملايين لتكون وجهات سياحية!
وما سبب عزوف التوجهات السياحية اليها؟
وهل لدينا دراسات حقيقية ،تجريها مديريات السياحة في المحافظات ،عن أسباب زيادة او تراجع السياحة في كل موقع !
اين تطوير الشواطئ في البحر الميت والعقبة!
لماذا لا تقام مشروعات سياحية في غابات الشوبك واربد وجرش وما اخبار التلفريك في عجلون؟
ولماذا لا تقام منتجعات سياحية قرب سد الملك طلال وغيره مثلا وما المانع؟
جميل ان تذهب وزيرة السياحة لتثني صاحب مطعم عن إغلاقه،ولكن الأجمل أن نسعى الى تطوير كل منتجاتنا و منتجعاتنا ….حتى لا تغلق!
هيئة تنشيط السياحة تنفق عشرات الملايين،على الترويج الخارجي،وهو مهم،لكن اﻷهم ان لا نتناسى أهمية تشجيع السياحة الداخلية .
وفي ظل انعدام الجدوى من التسويق الخارجي ،وهو ملحوظ وملموس من خلال تدني أعداد القادمين،ولو زعموا وزعموا ان هناك اعدادا ووفودا قادمة،لكن تبقى دون المأمول منها ، نسبة لإرتفاع اﻹنفاق على الترويج الخارجي ،وكان يكفي لو أنفقت تلك الملايين ،على اﻹستثمار في مشاريع البنية التحتية، لكل ما هو سياحي وترفيهي ،وبما يتوافق مع الثوابت الوطنية، او دعم الفنادق وأماكن الترفيه محليا ،لتستوعب عشرات الآلاف من الاردنيين الذين غادروا… ويغادرون الاردن للسياحة إلى دول الجوار.
إعلامنا….بكل مسمياته ،الرسمي والخاص تقصيره واضح ،بل ان بعضه يروج للسياحة الخارجية،أين دور الحكومة في هذا،ولماذا لا يدعم قطاع الإعلام الوطني أسوة بالإعلام العربي وغيره،ليؤدي واجبه في التسويق والترويج للمنتج السياحي الوطني.
نعم الاردن احلى..وسيكون دائما الاجمل والأحلى …لكن نحتااااج إلى تطوير اﻹدارات والقدرات وتنويع المنتجات ،لترتقي ولتكون فعلا أحلى.
نعم هناك جهود تبذل ولكنها شحيحة، نسبة الى التقصير الواااضح والمفضوح..
بصدق اشعر ان هناك خلل …وكبير ناهيك عن إنعدام الرؤيا لما هو قادم..
