سياسة بفعل #الفيزياء
رحلةٍ عبر #الزمنِ، نغوصُ في دهاليزِ السياسةِ ، لنكتشفَ سخريةَ القدرِ وتناقضهُ، حيث تُحكمُ قوانينُ الفيزياءِ مصائرَ الشعوبِ، وتصبحُ الجاذبيةُ أداةً بيدِ الساسةِ لتحقيقِ مآربهم.تُشبهُ السلطةُ ثقبًا أسودًا هائلًا، يجذبُ إليهِ كلّ شيءٍ في طريقهِ. يتهافتُ الساسةُ والسماسرةُ، مُتزينين بابتساماتٍ زائفةٍ ووعودٍ عرقوبيةٍ، ساعين وراءَ كسبِ ودِّ هذا الثقبِ الأسودِ، ونيلِ رضاهُ.وتُصبحُ الأموالُ بمثابةِ قطبٍ مغناطيسيٍّ يجذبُ إليهِ النفوسَ الضعيفةَ والقلوبَ الجشعةَ. تتهافتُ الرؤوسُ المرفوعةُ والأيادي المُتسخةُ، ساعيةً وراءَ جمعِ أكبرِ قدرٍ من المالِ، دونَ أدنى اهتمامٍ بمصالحِ الشعوبِ أو مستقبلِ الأوطانِ.ويُصبحُ الكذبُ سلاحًا فتّاكًا بيدِ الساسةِ، يُحرّكونَ بهِ عواطفَ الجماهيرِ ويُخدّرونَ عقولَها. تُنسجُ الأكاذيبُ بخيوطٍ من الحريرِ، وتُقدّمُ على طبقٍ من ذهبٍ، ليبتلعها الشعبُ بشراهةٍ، دونَ تمييزٍ بينَ الحقيقةِ والخيالِ.ويُصبحُ الخوفُ أداةً قويةً بيدِ الساسةِ، يُسخرونَها لقمعِ المعارضةِ وإخراسِ الأصواتِ المُخالفةِ. تُزرعُ بذورُ الخوفِ في قلوبِ الناسِ، وتُرسلُ رسائلُ التهديدِ والوعيدِ، ليُصبحَ الصمتُ سيدَ الموقفِ، وتُقمعَ أيّةُ محاولةٍ للتغييرِ.في ختامِ هذهِ الرحلةِ الساخرةِ، نُدركُ أنّ قوانينَ الفيزياءِ تُحكمُنا أكثرَ ممّا نعتقدُ. فجاذبيةُ السلطةِ والمالِ والكذبِ والخوفِ تُسيطرُ على مصائرِ الشعوبِ العربيةِ، وتُعيقُ تقدّمَها نحوَ مستقبلٍ أفضلَ.إنّ هذهِ السخريةَ لا تهدفُ إلى الإحباطِ أو اليأسِ، بل إلى إثارةِ الوعيِ وتشجيعِ الشعوبِ العربيةِ على التحرّرِ من قيودِ هذهِ الجاذبيةِ المُقيتةِ. حانَ الوقتُ لكسرِ حاجزِ الخوفِ، ومواجهةِ الظلمِ والكذبِ، والسعيِ نحوَ بناءِ مستقبلٍ يليقُ بكرامتِنا وإنسانيتِنا.