سيارة زوجة الرئيس؟ / صالح عربيات

سيارة زوجة الرئيس؟

في بلادنا العربية!! إذا ما تم تعيين أحدهم في منصب عام، تصبح السيارات، وأواني الطبخ، وحتى (الجربان) لا تليق بموقعه الجديد، ويتم تغييرها فوراً.. وكأن المنصب يكبر بالسيارات والأواني وليس بالعمل والإنجاز!

قبل أن يتسلم المسؤول العربي منصبه، تجده ينام على (فرشة) من تركة (الاستعمار )، وتجده يلبس قميصاً يشبه قميص (فريد الأطرش) في بداية انطلاق مسيرته الفنية، وتجده يمتلك سيارة ربما أول من استخدمها قائد (المغول).. حيث المحرك يعمل على حرق الفحم، ولا يوجد بها (غمازات)، حيث كان أول من استخدمها يلّوح بالسيف، إذا ما أراد الانتقال من اتجاه الى اتجاه.. وواضح أن آخر مرة تم فيها استبدال (الكاوشوك)، تزامنت مع استبدال الأسرى في الحرب العالمية الأولى.. أما مكان (عجل السبير) فأعتقد أنه يحتوي على رفات (ديناصور) وليس عجل سيارة!

وحين يتم تعيينه في منصب عام، لا ينام تلك الليلة إلا على ريش (نعام)، ولا يلبس إلا من أحدث دور الأزياء، ويصبح يستخدم سيارة؛ يشترط أن يكون كل شيء فيها على (اللمس)!

مقالات ذات صلة

ليته ينال كل ذلك، بعد أن ينتقل بنا إلى نمو أمريكا، وصناعة الصين، واقتصاد اليابان.. بل ما يحدث أن الشعب يزداد فقراً وجوعاً، وهو يزداد أناقة وترفاً!

رئيس وزراء بريطانيا اشترى قبل أيام لزوجته سيارة مستعمله ثمنها فقط (2000) دولار، وهي الإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس، والمتقدمة في كافة المجالات. ولو أشترى لها (طائرة) يبقى بحقها مقصرا!

بينما نحن لو ربطنا إنجازات المسؤول العربي وبما يحق له أن يمتلك.. لو جدنا أنه ـ بالنسبة لاقتصاد الدولة ـ عليه ان يستخدم عربة تجرها الخيول، ولوجدنا أنه ـ بالنسبة لأرقام الفقر والبطالة ـ عليه ألا ينام إلا على (حصيرة)، وبالنسبة لمديونية الدولة، عليه أن يعيش فقط على (التمر واللبن)!

حين تشاهد زوجة رئيس الوزراء البريطاني تركب هذه السيارة المتواضعة، ستعتقد أن بريطانيا ستنهار قريباً.. بينما حين تشاهد زوجة أي مسؤول عربي، ماذا تركب، ستعتقد أننا ـ قريباً ـ على أبواب استعادة أوروبا من الكفار!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى