مطلب اوحد / رامي علاونة

مطلب اوحد

نشرت احدى صفحات الفيسبوك المهتمة بالشؤون الداخلية لأحد الوية محافظة إربد خبرأ معنونا “بقلم سعادة” نائب اللواء، يخاطب فيه أبناء اللواء زافا لهم نبأ موافقة وزارة الشؤون البلدية “مشكورة” على إنشاء مبنى صالة متعددة الأغراض تابع لبلدية اللواء، وذلك – أقتبس النائب هنا- “بعد مطالبات عديده ومتابعة حثيثه لمطلب اوحد بين ابناء اللواء وخدمة لابنائه الشرفاء”.

و” انني – ما زال الاقتباس للنائب – اضع بين يديكم ما صبوتم اليه وما توفيقي الا بالله وما نيتي الا خالصة لوجهه وخدمة لاخوتي وتحقيقً لتطلعاتهم وتماشياً مع ما اقسمت عليه امامكم بان تبقى خدمتكم نبراسي ونوري الذي استدل به طريقي”.

و في صورة مرفقة عن القرار، تظهر الكلفة التقديرية لهذه الصالة و هي 350000 دينار (نعم…الرقم صحيح ثلاث مائة و خمسون ألف دينار).

في البداية، قرأت الرقم و كأنه خمسة و ثلاثين ألف دينار، فقلت لنفسي، ‘ياما الجَمل فَغّش بطيخ’, هي جايّه من خمسة وثلاثين ألف دينار! لكنني عندما تمعنت بتفاصيل القرار أدركت أن الرقم هو ‘أبو اربع اصفار مش ثلاثة’.

وكوني من ابناء اللواء، قررت ان لا أصمت وان اكتب في هذا الموضوع، فأنا لا اعرف ما هو البعد التنموي لهذه الصالة، و ما هي “التطلعات” التي ستلبيها هذه الصالة، والفائدة التي سيجنيها منها أبناء اللواء الصابرون على ما تبقى من امل و الحالمون بفرصة عمل، كغيرهم من ابناء الوطن.

انا صدقا لا أعرف ما هي الجدوى الاقتصادية من وراء رمي ‘ربع مليون و مية ألف’ دينار في بناء صالة، وما هي الاغراض التي ستخدمها هذه الصالة في لواء ‘يطحن’ الكثير من قاطنيه ‘ع الديك’… فهل ستكون صالة افراح ام قاعة مؤتمرات، ام صالة بلياردو؟! حبذا لو اجابني احد!

كما أنني لا اعرف اساسا من هم أصحاب “المطالبات العديدة” الذين أجمعوا على مطلب “أوحد” قلصوا فيه حلم اي شاب اردني و اختصروا فيه حاجات اللواء الى صالة متعددة الأغراض! بصراحة، لم اعرف ان العقد الذي غبته عن قريتي ولوائي كان كفيلا بتغيير مطالب اهلها من الأساسيات ليتعدى الى الرفاهية و الكماليات!

على العموم، لا اريد ان اكون ‘محراك شر’ او حجر عثرة في مسيرة البناء والتطور في اللواء الذي ولدت و عشت فيه، ولن انتقد هذا الانجاز العظيم. على العكس تماما، اريد ان اتقدم بالشكر لسعادة نائب اللواء و وزير الشؤون البلدية على هذه المبادرة الكريمة.

كما أود تذكير سعادة النائب بمطلب “أوحد” ثاني لا يقل أهمية عن مطلب الصالة الأوحد، فأرجو منه مطالبة شركة الملكية الأردنية و شركات السياحة الكبرى بفتح مكاتب لهم في اللواء ولذلك لتخفيف العبء على اهلنا هناك، فلا يعقل ان يذهبوا الى العاصمة عمان ويضيعوا ساعتين من وقتهم كلما ارادوا حجز رحلة سياحية الى لندن او باريس، او ارادوا قضاء اجازة العيد او نهاية الأسبوع في شرم الشيخ او مرمريس!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى