.كوميديا الموقف

[review]تلفزيوننا الــ"ناشيونال" المحمول الى العريشة وقت المغيب ،كان  زاخر بمحطتيه اليتيمتين "عمان- الشام" وبالعكس .
 

 له مفتاح يشبه مفتاح المروحة السقفية مرقّما ب9 أرقام تسلسلية تبدا برقم (1) وتنتهي بــ(9) ، كل مسنّن يمثل محطّة .."طق..طق" يفتح على عمّان.."طق..طق..طق" يفتح على الشام ..باقي المحطّات الأخرى هي "وشّ"..
 

عند المساء كان صوت "قبقاب" غوار في مسلسل صحّ النوم يحفر بالذاكرة مكانه، صوت ياسين بقوش" المطّاطي" والبسيط كفيل بالضحك ، قلب حسني البورزان الأبيض، وتكبّر فطّوم على "مقصوف الرقبة"..وأنف "ابو كلبشة"..كانت تحتل عقولنا وتسلب الرمشة من عيوننا..كانوا ابطال كوميديا الكلمة والموقف /دون ابتذال أو ايحاء او اسفاف..
 

لا زلت كلما شاهدت مقطعاً بسيطاً من هذا المسلسل أو من مسلسل "حمّام الهنا"..أشتم رمضان العتيق ، رمضان أبي ، و"ابريق" السوس الذي كان يضعه جانباً قبيل الأذان..اشتم الكوميديا الحقيقية ، البسيطة ، التلقائية ، الطبيعية غير المهرمنة ولا "المكربنة"..التي تخلو من التهريج والتكلّف واستجداء الضحك..جملة واحدة ، في حلقة واحدة ، من مسلسل واحد من مسلسلات دريد لحّام فيه نفس الراحل العظيم "محمد الماغوط" كانت ترسخ في الذهن مدى الحياة ..تصبح حكاية وتصبح مثلاً وتصبح حكمة..
 

 

 أؤمن جداً بأن من يكتب ويمثّل وبنيته "ان يضحّك" لن يضحكنا أبداً..دريد لحام بالأبيض والأسود عندما يطل من تلفزيون "الناشيونال "/الفورمايكا..اجمل من كل مسخ الكوميديا الذي يطل من خلال "البلازما" /الشاشات المسطحة..
 

 

الآن أكثر من 300محطة عربية متاحة للمشاهد العربي ، ولا شيء يضحكنا سوى تصريحات السياسيين العرب..هؤلاء هم ورثة كوميديا الموقف والكلمة لكن بابتذال وايحاء واسفاف.
 

 

 

احمد حسن الزعبي
 

ahmedalzoubi@hotmail.com
 

www.sawaleif.com