سوتشي … بريق فاشل
ثمة هالة كبيرة سبقت مؤتمر سوتشي (مؤتمر الحوار الوطني السوري )، اشعرتنا انه نهاية الجدل في الازمة السورية وانه الطريق لدفن ميار الاستانا وجنيف على السواء.
بدأ المؤتمر وانتهى على خلاف تلك التوقعات، وحتى لا نقول انه فشل، يمكننا الزعم المنطقي بان نتائجة ليست كبيرة وان بريقه خافت بوضوح.
المؤتمر يعاني من مشاكل تكوينية، اهمها غياب كل اطياف النسيج السوري، وثانيها ان الراعي الروسي في حقيقته هو طرف غير نزيه بل هو عدو واضح لكل اطراف المعارضة الحقيقية.
ولعله من اهم اسباب فقدان المؤتمر لبريقه الموهوم، يكمن في ان جميع من حضره لا يمكن تصنيفهم الا بانهم جزء من نظام بشار الاسد، وهنا فقد سوتشي جديته، ولن تكون نتائجه اكثر تكرارا لمواقف النظام وخلفائه الروس والايرانيين.
عملية عفرين ايضا كان لها دور فاعل في افشال اندفاعة المؤتمر، فالاتراك مشغولون بحربهم، وليس من مصلحتهم الضغط على منصتهم الخاصة كي تستجيب لاوهام النصر الروسي في سوريا.
من جهة اخرى، اعتقد ان الرياض وواشنطن كانتا حاضرتين في تبديد قيمة مؤتمر سوتشي، فغابت منصة الرياض، وهنا ظهر المؤتمر بمنطق «النظام يحاور نفسه».
ايضا كان لزيارة نتنياهو الى موسكو ولقائه بوتين، دور في طرح كم كبير من الشكوك عن موقع المصالح الاسرائلية من تركيبة هذا المؤتمر، وهنا خسر المؤتمر كثيرا من اخلاقياته، وشكل ذخيرة لاتهام الاجندة الروسية.
في المحصلة، اعتقد جازما ان روسيا توهمت بقدرتها على التحكم بالمشهد، ولعله من المناسب للمعارضة الوطنية السورية ادراك انهم اقوى من تصورهم لذاتهم، وقد آن الاوان لخروجهم من تبعيتهم للعواصم نحو استقلالية وطنية.