سواليف مكبوت / جروان المعاني

سواليف مكبوت

بشر رئيس الوزراء الشعب قائلا (نأمل ان نرى انتاج الكهرباء من الصخر الزيتي بأسرع وقت ممكن…) واستشهد بالبوتاس والفوسفات وكيف تحول الحلم الى حقيقة.. وأنا ابشركم بأنه كالباص السريع من سرعته لا نراه..!!
وفي مغبة البحث عن صيغة توفيقية للبشرى فاني ومعي الاردنيين ندرك انه وفي القريب العاجل سيتم فرض ضريبة جديدة باسم الصخر الزيتي، فما اعتدنا من الحكومات ان يستفيد العوام من المشاريع الكبرى سوى ان نكون جزء من الايدي العاملة حيث نقبض الرواتب لنعيدها ضرائب، من اجل التربح والإضرار بمصلحة البلاد والعباد فمناخ الفساد الشامل تحميه قوى مسنودة من الخارج، وقد يرى البعض مبالغةً فيما اقول ولن ادافع عن رأيي بل سأقول الكردي حمته بريطانيا لا بل برئته والفوسفات ليس لنا.
وهنا يطاردني سؤال مركب، بمن يجب ان يثق الشعب الاردني والى متى سيصمد امام كل المؤثرات والمحفزات التي تدفعه للتمرد على الدولة؟ .
الطرقات خبيثة ملعونة تصميمها في اغلبه يسكنه الغش لمصلحة متنفذين، والحفر والمطبات تزداد كلما هبط خير السماء، فيعاد ترقيعها بخلطات تعود للتفتت كل شتاء والنتيجة مجازر بشرية وتكاليف مهولة.
الغلاء مستعر والرواتب تتآكل الى حد بات مرعب، الحريات انتجت قتلة وإرهابيين بدل ان تنتج علماء ومفكرين، فالمناهج تم تسخيفها، واعني المناهج العلمية اما المواد الاجتماعية فهي لا تغني ولا تسمن من جوع ولا تشكل فكرا أبدا، وواضعيها متعاونون لأبعد حد مع القيود المفروضة.
الاعلام اخرس يقوده مستنفعين جعلت منهم الحكومات أبطالاً, والإعلام الخاص وهو الاكثر متابعتاً تحاصره الحاجة للمال، وكثيرا ما يكون كتابه وصانعيه محاربين من الحكومات .
مجلس الشعب حالهُ عجب، ولعل منع مناقشة اتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني يؤشر لحجم الكارثة التي ستتولد عنها، وستثبت الايام ان هذه الاتفاقية احتلال لمقدراتنا وان هناك من تم شراء ضمائرهم لتمريرها.
قال صديقي: اتدري لماذا كل هذا التضييق على المواطن الاردني؟ حتى اذا ما اتى الفرج يأتي من إسرائيل فهناك المئات وربما سيصبح الرقم ألوف يعملون بإسرائيل برواتب جيدة جدا، والراغبين في ذلك بازدياد، عدا عن اثر اسرائيل في صندوق (التشحيد) الدولي، الذي بجرة قلم يستطيع انعاش الاقتصاد الاردني ..!!
قلت لصديقي هل تقصد اننا يجب ان نثق بإسرائيل اكثر من ثقتنا بحكومتنا، قال على المدى القريب نعم اما على المدى البعيد فكلنا هنود حمر نعمل ونفنى لتنعم اسرائيل.
وقريباً جداً سيكون الحديث عن اسرائيل من المحرمات، وسيُمنع خطباء المساجد من تناول القضايا العامة، وسيكون لزاما علينا القبول بحق اليهود في الصلاة بلأقصى والحرم الإبراهيمي ويجب علينا الاقرار ان خيبر من حق اسرائيل، وان نعترف ان انسانيتنا مخدوشة ان اطلقنا كلمة شهيد على الشباب المقتول رفضا للاحتلال بل يجب ان نعترف اننا ارهابيون وان التاريخ ظالم اذ كيف اخرجنا بني قريظة من ديارهم وشتتناهم في الارض .!!
كتبت يوما اني اشم رائحتها حتى في خبز امي، وها انا اشم رائحتها في الغاز والصخر الزيتي كما اشم رائحتها في مناهجنا ومساجدنا، وسيأتي يوم يكون الحديث عن بطولة الدقموسي خيانة والحديث عن الكرامة سواليف رجل مكبوت.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى