#سواليف بلغت اليوم من العمر ستة عشر عاما، ولكنها حزينة لأن أباها قد أودع #السجن وحرمت من #هدية #عيد_ميلادها. حرمت من #لمسات #اليد_الناعمه على #خصلات_شعرها وحرمت من #الكلمات_الرقيقة التي كان يهمس بها في اذنها. لقد اصبح أبوها بعيدا” وصوته غير مسموع، فهو لا يتكلم إلا لبضعة دقائق من خلف #الحاجز_الزجاجي بعد أن يقرع السجان الجرس. وينقطع الكلام فجأة ولكن القصة لم تكتمل يا سواليف.
لقد علم السجن أباك يا سواليف لغة الإشارة حتى يوصل للجميع رسالة مفادها أنه مظلوم كظلم يوسف عليه السلام الذي قال ” السجن أحب إلي مما يدعونني اليه”. ولكن حديثه الجميل لا تمنعه سماكة الحاجز الزجاجي من الوصول الى محبيه، وطلته البهية لم تنتقص منها خشونة جدران المهجع، وهدوؤه لم يتغير مع وحشة المكان وبعد الأحبة والخلان. لقد حرموا اباك من زيارة أصحابه حتى ينساه محبوه فلم يجنِ اعداؤه إلا مزيدا” من السؤال عنه والاصرار على زيارته.
صحيح أنهم تمكنوا من سجن أبيك يا سواليف ولكن مقالاته لا زالت تقرأ في كل مكان، وصورته بوشاحه الأحمر ينظر اليها في كل موقع وخبر سجنه ينتشر بين الناس، كيف لا وهو “ابن كرمه العلي” وهو ابو “منسف بلدي” وهو “الان فهمتكم” وهو “معلش” وهو من آثر الحق على الباطل وانحاز للفقراء ليحميهم من جشع بعض الاغنياء فجعل من قلمه اللسان الصريح لكل مواطن جريح.
وأخيرا”، لا نريد لشمعتك يا سواليف أن تنطفئ بل نريدها مضيئة على ابيك علها تنير أمامه الطريق وتبدد ظلمة السجن عليه ومن يدري لعل الله يبعث من يفك أسره قريبا” ويبعث اليه من يقول الآن حصحص الحق وما ذلك على الله ببعيد.