مين المشطوب ..؟ / د . ناصر نايـــف الـبـزور

مين المشطوب
في لقاء على قناة رؤية الفضائية؛ تَحدَّث السيد محمّد داودية (الوزير والنائب والسفير السابق) عن كمشة من القضايا التي يُدركها والتي لا يُدرِكها من قضايا التفكير والتكفير!

وبصفته العلمية السيِّد “العروض” كما كان يُطلق عليه أقرانه وأساتذته في المدرسة (نظراً لبراعته في علم العروض على حدِّ قوله)، فقد سمح لنفسه أن يُصدِر الأحكام القطعية المتطرِّفة التي يُحاربها هو بنفسه، فوقع في ما نهى عنه معاليه من فكر إقصائي وتكفيري!

فنحنُ كلُّنا ضد هذا الفكر الإقصائي والتكفيري المتشدِّد! لكن أرجو أن يسمح لنا معالي محمَّد داودية أن نقولَ لهُ: “مِن فَمِكَ نُدينُك”! فقد قُلتَ حرفياً معاليك أنَّ بعض المشايخ والعلماء كالدكتور محمَّد العريفي والبرفسور زغلول النجّار “مشطوبين… وخارجين من الزمن… وخارجين من الدين”!!! أليسَ كذلك؟؟؟

أنا ممّن يختلفون مع كثير من المشايخ والعلماء عندما يُخطئون، ومنهم الدكتور محمَّد العريفي والبرفسور زغلول النجّار وحتّى الأئمة الأربعة! ولكن هناك فرق كبير بين أن نختلف في بعض القضايا وبين أن نقومَ بتجهيل وتفسيق وتكفير من نختَلِف معَهُم كأشخاص!

فقولك يا صاحب العروض أنّ البرفسور زغلول النجّار “خارج الزمن” فيه مغالطة لكُل أبجديات المعرفة لأنَّ البرفسور زغلول النجار علاّمة في علوم الأرض والكواكب والتفسير والإعجاز العلمي، وما يعرفه من علوم “الزمن” لا يُمكِنُ لمعاليك أن تُحيط به بعد خمسين عام! فمن تُراه “خارج الزمن” يا صاحب العروض!؟؟؟

أمَّا قولك يا صاحب السعادة أنَّ زغلول النجّار “خارج الدين”، فهذا هو التكفير بعينه، فأنت تتهمه بالخروج من الملّة وبالتالي تحُكُم عليه بالقتل ضمناً كما هو مُتّفق عليه بين جمهور أهل الفقه في حُكم الخارج من الملَّة! فهل أصبحتَ يا صاحب السعادة داعشياً تُكَفِّرُ من يُخالفُك لتقتله؟؟؟ أم أصبحتَ “سيساويا” تُكَفِّرُ كُلَّ من لم يقف ضد الإخوان المسلمين!

أمَّا قولك يا صاحب السعادة أنَّ زغلول النجّار “مشطوب” فهو بحاجة إلى مُراجعة معرفية ولغوية. فقد تكون معاليك قد “شطبته” من سجلاّتك الخاصة ، لكنَّك لا تستطيع شطبه من سجلات الملاين ممن يثقون بعلمه ويحبّونه وممن يشهدون باعتداله وفضله؛ ولا يمكنُكُ شطبه من قوائم كبار العلماء في أفضل الجامعات الأمريكية والعالمية!!!

لذا يجِبُ عليك التراجع والإعتذار لهذه الملايين من العامة والعلماء والمفكّرين الذين اتّهمتهُم “بالشطب” صراحةً لأنَّ الذين يُحبّون المشطوب “مشاطيب” مثله!!! فهل نحنُ المشاطيب يا صاحب الحضرة الشاطبي!

وبالمناسبة، ما علاقة علم العروض بقدرتك على إصدار الأحكام الفقهية والفكرية والمعرفية! فأنا دكتور في الفلسفة واللغة ولا أستطيع إدراك ذلك، لذا أرجو من معاليك تفسير هذه العلاقة العجيبة التي يعجزُ عن تفسيرها أفلاطون وسقراط وحتّى برنامج “الرابط العجيب” في محطَّة الأطفال SpaceToon! واللهُ أعلَمُ وأحكَم!