سوء #تنسيق بين #الروزنامات
#يوسف_غيشان
في بدايات #معركة_استرليتز 1804-1805، اجتمع #الحلفاء ضد #نابليون، وواجهوه في قرية (اوسترليتز)، لكنه هزم اكبر قوتين عاليمين انذاك، جيش الأمبرطورية النمساوية والجيش الروسي معا، إضافة إلى الكثير من حلفائهم الأصغر. وقد لعب سوء التنسيق بين القوتين الى هذه الهزيمة…كيف؟.
في أوائل المعارك، وقبل وصول الجيش الروسي الى المنطقة، وبعد الاتفاق بينهم على وصوله بتاريخ محدد (اعتقد في 22 من الشهر ) دخل النمساويون المعركة لحين وصول الروس لدعمهم…لكن الروس لم يصلوا في الوقت المحدد، فحاصر نابليون الجيش النسماوي ، وقتل الالاف ، وأسر 60 ألفا، وكانت هذه بداية الهزيمة للحلفاء ….لكن لماذا لم يصل الجيش الروسي في الوقت المحدد؟.
وصل الجيش الروسي بعد 12 يوما ونصف اليوم تقريبا من الموعد المحدد، والسبب أن المنسّقين بين الجيشين لم ينتبهوا إلى اختلاف التوقيت المعتمد بين روسيا وأوروبا ، فبينما كانت معظم أوروبا تسير حسب التوقيت (الغريغوري) الحديث الذي يختلف ب13 يوما تقريبا عن التوقيت الروسي الذي يعتمد على التوقيت القديم، قبل أن يغيره البابا الكاثوليكي، ولم يعترف به الروس الأورثوذكس…هكذا وصل الجيش الروسي متأخرا ، ولم يستطع انقاذ الجيش النمساوي.
لم يتم تغيير التوقيت الروسي القديم الا بعد نجاح الثورة البلشفية عام 1917، حيث تسير الان روسيا على التوقيت العالمي، مثل بقية العالم….. وقد قامت ثورة اكتوبر الروسية حسب التوقيت الحديث في 24\10، بينما كانت حسب التوقيت القديم في نوفمبر 7\11.
نرجع لموضوعنا ، بعد الهزيمة في اوسترليتز، لا شك أن العالم تفادى هذه الغلطة الكبيرة ، وتم التنبه لذلك اولا، ثم تم توحيد التأريخ العالمي . فانتهت المشكلة ، ليتفرغ العالم لمعارك أكبر وأكثر دقة ودموية في الحربين العالميتين ، ثم ليكتشف الكبار أخطاءهم ، ولم يعودوا يتحاربون على أراضيهم ، بل نقلوا حروبهم الى المستعمرات، وإلى الدول التابعة ، ليحسموا التنافس بينهم في الخارج، حيث يموت الآخرون ليتفقوا هم.
نحن في العالم العربي ، لم نتعلم الدرس الأول بعد، وما زال التوقيت بيننا وبين العالم يختلف في الإيقاع ، نحارب بالكلمة عند الحاجة الى المسدس ، ونحارب بالمسدس عند الحاجة للبندقية ، ونحارب بالبندقية عند الحاجة للمدفع ، ونحارب بالمدفع عند الحاجة للطائرة ، ونحارب بالطائرة عند الحاجة للكلمة.
بنرجع لموضوعنا:
فكركو..الشعب والحكومة ماشيين ع نفس الروزنامة؟