“سنبكي كثيرا عندما نتحرّر”

“سنبكي كثيرا عندما نتحرّر”

د. #حفظي_اشتية

  • ممنوع علينا أن نبكي الآن:
    سنودّع #الشهداء بزغاريد #الأمهات الكنعانيات #الفلسطينيات الأردنيات العربيات المسلمات الماجدات الأبيّات الشامخات، المكتويات بجمر #الصبر، المحروقات بألم الفراق ولوعة الاشتياق.
    نودعهم بقلوب الرجال الراسية كالجبال، بجباههم العالية التي لا تُطال، بقهرهم الذي لا يلابسه ذلّ، بصبرهم الذي لا ينفد، بجمرهم الذي لا يخمد.
    نودعهم بالحزن النبيل للأبناء والإخوة والأخوات والرفاق، #حزن لا تدانيه دنيّة، ولا يزعزع الظنُّ الثقة بسموّ الهدف وشرف المقصد. نواريهم الثرى، ثمّ ننهض وننهض، ونمضي قُدماً، ولن نبكي.
  • ممنوع علينا أن نبكي الآن:
    سيهدمون كثيراً ونبني، ويقتلعون ونزرع، ويسجنون ونصبر، وينغّصون كل تفاصيل حياتنا ونصمد، ويدنّسون مقدساتنا فنطهّر، ونصلي، ونتمسك بها أكثر وأكثر، ويستبيحون أرضنا وبحرنا وسماءنا ومياهنا ونتجذّر ونكبر ونكثر، ونبحث عن رسائس الحياة، ونرسم أحلى الأحلام في خيالات أطفالنا لأجمل الأوطان، ونعمل بكل جدّ وهمة لتقريب يوم التحرير وهو قادم حتماً بوعد غير مكذوب.
    وعندها فقط، سنطلق العنان لدموعنا المحبوسة، وآهاتنا المخنوقة، وآلامنا المكبوتة، أن تتفجّر.
    قالها ربنا الرحيم بنا: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين.) وداوى جراحاتنا فقال: (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون، وترجون من الله ما لا يرجون.)
    وكرّمنا رسولنا الكريم بأننا القابضون على جمر الدين، القاهرون للأعداء، المرابطون في أكناف بيت المقدس وبقاع فلسطين.
    وخطّ لنا نهج الثبات على المبدأ في درب الآلام سيدنا عيسى المسيح عليه السلام.
    ونفخ فينا روح العزّ وإباء الضيم نَفَس عروبيّ كريم:
    لا تسقني ماء الحياة بذلّة بل فاسقني بالعزّ كأس الحنظلِ
    هذا العزّ يليق بالعربيّ، وحتماً سيعود إليه، ومَن كان في ريب من هذا فليقرأ وثيقة الاستسلام التالية، وما أمرُها عنّا ببعيد.

وثيقة التسليم
الفريق الأول: وكيل القائد عبدالله التل.
الفريق الثاني: قائد الهاجاناه في القدس القديمة.
بناءً على الطلب المقدّم من يهود #القدس القديمة للاستسلام، قدّم الفريق الأول الشروط، فقبلها الفريق الثاني، وهي:
1-إلقاء السلاح، وتسليمه للفريق الأول.
2-أخْذ جميع المحاربين من الرجال أسرى حرب.
3-السماح للشيوخ من الرجال والنساء والأطفال، ومَن كانت جراحهم خطيرة بالخروج إلى الأحياء اليهودية في القدس الجديدة بواسطة الصليب الأحمر.
4-يتعهد الفريق الأول بحماية أرواح جميع الجنود المستسلمين.
5-يحتلّ الجيش العربي الأحياء اليهودية في القدس القديمة.
28/5/1948
الفريق الأول: عبدالله التل.
الفريق الثاني: موشه روزنك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى