سنبكي حين لا ينفع الندم!

سنبكي حين لا ينفع الندم!

المهندس: #عبدالكريم_أبوزنيمة
بتنا اليوم محاصرين بين خطرين يهددان وجودنا وقد يؤديان الى #انهيار #الدولة الاردنية، أما الخطر الاول فهو داخلي ولكن ليس كما تشدقت به وروجت له السلطة الحاكمة على مدى عقود من الزمن من اتهامها الأحزاب السياسية وقوى #المعارضة بارتباطاتهم بقوىً خارجية تهدد وتشكل خطراً على الوجود الاردني، فها هي الحقائق والمعطيات تثبت بشكل قاطع أنَّ الطبقة السياسية التي توارثت إدارة البلاد من الاجداد إلى الاحفاد هي التي ارتبطت بالسفارات الغربية ومراكز المال العالمية وأوصلوا الوطن الى هذا #الافلاس الذي نعيشه الآن في كافة المجالات “إفلاس اقتصادي، انهيار المنظومة التعليمية، انهيار في مستوى الخدمات، فساد مالي وإداري، تهميش للدور السياسي للأردن، تبعية إذلالية للمحور الصهيوأمريكي، تفشي الأوبئة الاجتماعية؛ المخدرات والبطالة والاجرام، رهن السيادة الوطنية للقواعد العسكرية الغربية” لذلك من شكل ويشكل خطراً حقيقياً داخلياً هو النهج السياسي القائم الذي تدار به الدولة في ظل تغييب وتهميش للمشاركة الشعبية وأحزابها السياسية ومؤسساتها المدنية، هذه الحكومات الوراثية المتعاقبة طالما تآمرت على النبض الوطني الاردني وحاربت الحياة السياسية وأقصتها من الاقتراب في المشاركة في ادارة الدولة لتصويب مسارها نحو الاهداف والمصالح الوطنية، لذلك حدث الانقلاب على الدستور والحياة البرلمانية عام 1957 مما أدى لتعطيلها حتى عودتها تحت الضغط الشعبي عام 1989 ومن ثم الانقلاب عليها لاحقاً بالتلاعب بقوانين الانتخاب وتزوير الإرادة الشعبية في كل الدورات البرلمانية المتلاحقة للحيلولة دون وصول القوى الوطنية لمراكز صنع القرار .
خطر هذا النهج بات جلياً نلمسه ونشاهده عبر الالتفاف على المطالب الشعبية المنادية بالإصلاحات ، وبدلاً من التقدم خطوة للأمام نتراجع خطواتٍ للوراء! فالذهنية العرفية والهيمنة الأمنية على الحياة السياسية بشكلٍ خاص وعلى التحكم بإدارة شؤون الدولة بشكل عام هي السائدة ، إضافة لذلك فإن مخرجات ما سمي بلجنة الإصلاح هي عبثية وتكرس ذات النهج، فالأحزاب التي في طور التشكل الآن ستعكس وجه الطبقة الحاكمة – أحزاب مملوكة لها وستعمل وفقاً لتوجيهاتها ويمكننا منذ الآن أن نضع أسماءً لها مثل “حزب البَرَكة لمؤسسة الفساد المشتركة”! باختصار هناك مصلحة صهيوأمريكية لتكريس وديمومة نهج الفساد وذلك بهدف تحقيق الخطر الأول الداخليّ ” انهيار الدولة ” تمهيدًا لتنفيذ الخطر الخارجي الثاني !
أما الخطر الثاني فيتمثل بالخطر العنصري الصهيوني الاسرائيلي ، هذا الخطر لم يتوقف يوماً واحداً عن العمل على تنفيذ أهدافة بإقامة إسرائيل الكبرى وهو لا يرى في الجغرافيا الاردنية الا امتدادًا لمشروعه ، فالقوانين الاستثمارية وقوانين التملك التي شرّعتها مجالس الدمى الاردنية والسماح للأجانب ” الصهاينة” تملك العقارات وتمريرها للاتفاقيات والمعاهدات والمشاريع المشتركة مع دويلة الكيان العنصري سوف تُمكَن هذا الكيان من الهيمنة والتحكم بالاقتصاد الاردني وتُسّهل له الزحف شرقاً، لذلك يسارع هذا الكيان عبر وفوده السياحية بدفن الآثار والمخطوطات اليهودية المزيفة في المواقع الأثرية الأردنية ! ناهيك عن أن دويلة الكيان بحكوماتها المختلفة لا تعترف بحل الدولتين وهي تبتلع الأراضي الفلسطينية مع مطلع كل شمس ، كمرحلة أولى ستعمل دويلة الكيان على حل مشكلة الشعب الفلسطيني على حساب الدولة الأردنية .
إنَّ تدنيس وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير للمسجد الاقصى هو التعبير الحقيقي والدقيق عن الذهنية والعقيدة والإجراءات التنفيذيّة الصهيونية التي تعمل على طمس معالم المقدسات الإسلامية وتهويد القدس العربية وكل الاراضي الفلسطينية وهي بذات الوقت تضرب بعرض الحائط وتسخر من كافة اللاءات العربية، وبالطبع ما كانت دويلة الكيان المُحتل لتُقدم على هذا الإجرام بحق الشعب الفلسطيني وقضيتنا العربية الإسلامية لولا هذا التشرذم العربي وتدمير وتفتيت الدول العربية لبعضها وانبطاح أنظمة الدول العربية الوظيفية امام التطبيع الاسرائيلي والتحالف معهم لتصفية القضية الفلسطينية ! أساس الوجود الاسرائيلي برمته ما كان له ليكون أو يستمر لولا تعاون وتحالف الأنظمة العربية معها منذ زرعها داخل الجسم العربي!
الأردن اليوم في قلب العاصفة بعدما جرى تجريده من كل عناصر قوته الداخلية والخارجية ، أما داخلياً فهو يترنح تحت وطأة المديونية والفساد وانهياره اقتصادياً واتساع الفجوة وفقدان الثقة بين الشعب ومؤسسة الحكم وتنامي الحراكات الشعبية المطالبة بإصلاحات حقيقية تنقذ البلاد لا تستطيع السلطة والطبقة الحاكمة تنفيذ الحد الادنى منها لانخراطها حتى أذنيها في التآمر والفساد والسرقات والتبعية والارتهان ، أما خارجياً فالأردن انحاز للمشاريع الصهيوأمريكية ولا زال يدور في فلكها على حساب مصالحه الوطنية بالرغم من كل المتغيرات التي يشهدها العالم وبروز قوى وتكتلات اقتصادية عالمية كبرى بالوقت الذي لم نشاهد حليفتنا وصديقتنا -أمريكا- كما يسميها نظامنا السياسي تهب لنجدتنا ونحن في أحلك الظروف وهي بالوقت ذاته تنفق مئات المليارات على أوكرانيا وتسخر لها كل الطاقات لتفادي سقوطها !
أمام هذه المخاطر وفشل حكومة التأزيم عن تحقيق أي إنجاز يحقق للشعب بعض مطالبه ولجوئها للقبضة الأمنية والتي لم تفلح حتى في استثمارها ولم تنجح في تسويق رواياتها في الأحداث الأخيرة فإننا وللأسف ذاهبون لما لا يحمد عقباه وسنبكي جميعاً ” الحاكم والمحكوم” يوم لا ينفع الندم ، سنبكي وطننا أضعناه ! فالسلطة الحاكمة لم تستمع لمطالب الشعب – والشعب جبن وتخاذل ولم يتجرأ على الدفاع عن الوطن الذي تعرض ويتعرض لكل أشكال النهب والبيع والرهن والتفريط ، أما الفاسدون العابثون والمتآمرين على الوطن فسيلحقون بمسروقاتهم إلى الخارج !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى