سنبقى بخير / جروان المعاني

سنبقى بخير

لا معنى للحرية إن كانت ستنجب فوضى أو خرابا أمنيا ومجتمعياً، ولا معنى للديمقراطية إن كانت ستؤدي لفتنة بين مكونات الشعب الذي عمليا فقد تجانسه نتيجة للتشكيلة الطبقية التي استقرت بفعل غباء متعمد من بعض الفئات داخل الحكومة وخارجها، فتاجر البندورة والسكر والنفط والذي في الأغلب يكون من طبقة الحيتان صارت تكرهه طبقة الموظف وصاحب الراتب المحدود.
لا معنى للحديث عن أي قوانين أو تعليمات ضابطة للحركة الفيسبوكية والتويترية ما لم يسبقها ضبط للحالة الأمنية في الشوارع وإشعار الناس أن هناك رجال أمن ساهرين حقاً على راحتهم والحفاظ على ممتلكاتهم، وهو أمر ما زلنا حتى اللحظة نراهن عليه برغم بعض التشوهات التي سمعنا بها أو شاهدناها، وعليه يجب أن يتم تحييد رجال الأمن قدر الإمكان وعدم زجهم في أي خلافات بحيث يظهروا وكأنهم مساندين لجهة على حساب أخرى فرجل الأمن في نهاية المطاف هو ابني وأخي وابن عمي، على الحكومة أن تدرك ذلك وتأخذه في الحسبان.
لم اكتب كلمة واحدة عن حادثة الاعتداء على أستاذ جامعي لأني كنت على ثقة إن من فعلوا ذلك لا يمثلون إلا أنفسهم ولغايات شخصية ولا علاقة للجهاز الأمني أو لعشائرهم فيها، ومع تأيدي الكامل لمعاقبة المتورطين لردع من تسول لهم أنفسهم التورط بهكذا أفعال وحتى يبقى رجل الأمن في صدارة التقدير والاحترام لدوره الأساسي والجوهري في الحفاظ على النظام العام.
أن تُصدر الدولة قانون ينظم الحركات الفيسبوكية وكل مواقع التواصل في رأيي هو أمر ايجابي ما لم تكن الغاية منه حماية الفساد المستشري، لا بل إن إصدار هكذا قانون سيحمي الجميع من الإشاعات التي باتت تأكل جسد البلد، وفي نفس الوقت علينا العمل على حماية رجل الأمن ومنظومة التعليم وعلى رأسها المعلم من افتتان بعض الناس بقوتهم المستندة لحرية عمياء أو فئوية وعشائرية مقيتة.
لعل كل ما مضى يدخل في باب التنظير والإرشاد غير المحبب، لكن الهلع الذي أراه عبر صفحات التواصل ولقاءاتي مع بعض النخب يدفعني للكتابة وتوجيه كلامي مباشرة لوزير الداخلية ولأجهزتنا الأمنية، أن البلد أمانة بين أيديكم ونحن على ثقة بأنكم تفعلون جل استطاعتكم، فلولاكم ما كنا قادرين للمسير من عقربا حتى العقبة دون خوف من قاطع طريق، ولولاكم لكانت العصابات ستضع نقاط تفتيش وتسلب الناس والسائرين على الطرقات.
الأردن نصيبه أن يجمع بين جوانحه إخوة له هُجروا قسرا من بلادهم، فصار اليمني والسوري والعراقي والليبي جزءاً لا يتجزأ من البلد يقدم جهده وماله ويعمل بكد ليعيش مطمئناً، والأردن نصيبه أن يتخلى عنه إخوة لهم أجندة حاول الأردن أن يقف على الحياد فيها فأوقفوا أو خفضوا المساعدات والمعونات وهنا اقصد الخليج تحديدا، والأردن ابتلاه الله بمديونية كان للفساد الدور الأكبر في تراكمها فصار الأردني متحمساً للتعليق ووضع الإعجاب على كل موضوع يتناول الأوضاع الصعبة التي نعيش، وأكثر ما يقلقني هو كيف سنميز بين الحريص على مصلحة البلاد والعباد، وبين المتربص الذي يسعى للفوضى ؟.
سيبقى الأردنيون برغم سوء الأحوال الاقتصادية والتخبط من قِبل الحكومات حريصون على أمنهم متوحدين من اجل مصلحتهم .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى