سعيد عند ربه في يوم العيد / صهيب الحلايقة

سعيد عند ربه في يوم العيد

قرر سعيد العمرو ابن مدينة الكرك الاردنية ان يكون عيده لهذا العام مميزا فلم ينجذب لعروض السياحة في تركيا و اسطنبول و لم تستهويه شرم الشيخ لزيارتها اما مدينة العقبة الاردنية فقد مل من زيارتها والغصة تراوده كلما ناظرت عيناه الشاطيء الغربي حيث يقبع الاحتلال .
سعيد قرر في عيد هذا العام ان يكون في القدس ،واي شيء كالقدس ؟ ..آسرة القلوب … فاتنة الشهداء ..مسرى الرسول .. ارض المحشر والمنشر .. قلعة المرابطين ..
انها القدس .. “بيوس” ..”اورشالم”..”ايلياء”..سمها كما شئت فلن يضير ذلك امة كانت عليها قبل اربعة الاف سنة او يزيدون قبل الميلاد ..!
هي القدس التي شرفها الله عن سائر المدن ..هي مدينة مقدسة بأركانها و سكانها .
وان اسعدتك الحياة بزيارتها، فانت سعيد بالقدس.. والقدس سعيدة بحمل عروبتك على كفة ارضها تفاخر بك بني صهيون .. فعندما تدخل المدينة العتيقة فأنت موفور الحظ .. فأجر الصلاة في بقاع مسجدها عن الف صلاة مما يعدون …
عند كل حجر حكاية ينطق بها الحجر ان مررت فوقه بقدميك، كعازف البيانو ! .. تعزف اغنية الصمود … وان استعجلت المسير فوق حجارتها، تسمع تكبيرات المرابطين الغاضبين من عربدة المستوطنين
في القدس .. ان اردت السلام فانظر للقدس و حمامها !.. للقبة وضياءها !..للكنائس واجراسها ..! لصوت الامام عند صلاة الفجر !.. لخشوع العاكف بعد ركعة الوتر في زيارتها شفاء لداء طال عناءه ، وفي رحابها يكاد ينطق الحجر ترحيبا بزواره ، و في قبابها روحانية طالت سبع سماوات كيوم اسراء الرسول و معراجه ،انها القدس .
سعيد كان سعيدا بمغادرته ارض الكرك حيث ترعرع على ترابها و كان شامخا كشموخ جبالها المطلة على ارض فلسطين غادر الكرك قاصدا احد المساجد التي لا تشد الرحال الا لها
سافر سعيد قاطعا نهرا يفصل ارض الضفتين وعلى طول تلك الرحلة المتعبة من انتظار طويل لمجندة شقراء او سمراء لا يهم لونها ولا يعرف بالتحديد اصلها ما تجاوزت الثلاثين من عمرها جاءت من اقصى شرق الارض او غربها جاءت تتحكم في صفوف مسافرين شقهم حر الطقس وحمل المتاع و لوعة الانتظار بعد الوداع .
ورغم المشقة الا ان سعيد تجاوز تفكيره الحدود و واصل الابحار في معالم معشوقته ، عن انوارها .. عن جدرانها و قبابها عن زيتونها و حجارتها
ولان القدس ليست كغيرها .. فقد اختار سعيد ان يكون يوم الجمعة يوم عرسه في لقاء محبوبته ليكون الاجر اجران .. اجر اللقاء و اجر يوم الجمعة الفضيل ، تزين باجمل اللباس و تعطر برائحة عطر فرنسي علها تصمد امام عراقة القدس .
قرر سعيد الاقبال و الدخول من باب العامود وكأن جمعا من الجنود المدججين باسلحة لم يفهموا لغة الشوق
بين عيني سعيد .. او انهم لم يتمالكوا انفسهم في ترجمة كمية الحب المتبادل بين الضيف و مستقبله ، فقرروا حرمان الضيف من لقاء مضيفه ،لتنطلق رصاصات الغدر من اسلحتهم مخترقة جسده الذي ارتمى معانقا القدس و راويا بدماءه تراب القدس الذي طالما سيشهد ان ابن الكرك مر يوما من هنا .
اغتال الجنود الصهاينة سعيد تماما كما تم تصفية القاضي الاردني رائد زعيتر والذي ما زلنا ننتظر نتائج التحقيق بتصفيته ولم نعلم شيئا الي اين وصل التحقيق لكن ما ندركه تماما ان القاضي و سعيد عن ربهما في يوم العيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى