سعة الفقه الإسلامي والجهود المبذولة في تضييقه

سعة #الفقه_الإسلامي والجهود المبذولة في تضييقه

د. #عبدالله_البركات

كنت قد اقترحت تبسيط الفقه وتوحيده واقترحت معايير لذلك. وكنت قد أعطيت امثلة كثيرة على ذلك . إلا أن مثالاً آخر بدا لي لِما نراه اليوم من توسع الناس باقتناء الكلاب وكثرة انتشار الكلاب الضالة: وهو موضوع نجاسة الكلب. ومعلوم أن المذاهب الفقهية تحكم بنجاسة الكلب كله إلا المالكية. فهم يرون ان الكلب طاهر العين اي ان شعره طاهر بل حتى عرقه ولعابه. بل يجرون ذاك الحكم على كل الحيوانات الحية بما فيها الخنزير.
. كما اختلفوا في حكم اقتنائه عن باقي المذاهب فقالوا انه يجوز لأدنى حاجة وان كانت يسيرة او ظنية.
فإذاً علم هذا واصبح للكلاب المدربة هناك عظيمة من قيادة الاعمى والتسوق وكشف الجرائم وكشف المخدرات بل ربما كشف بعض الأمراض، اذاً لماذا التشدد والنظر إلى من يقتني كلباً على انه فاسق او عاصٍ او قذر او نجس . ان اعتبار اقتناء الكلاب جائز سيسهم في التقليل من النظرة السلبية لمن يقتنيه. بل انه سيجعل المقتني للملابس لا يرى انه خرج بذلك من الدين او انه مخالف للشرع فيعلم ان الشرع يسعه. وعليه فلن يكون مبررا له ابتعاده عن الدين ويجد انه يستطيع ان يتحرر من الالتزام بباقي الواجبات الدينية.
تبسيط الفقه والتيسير على الناس من اهم مقاصد الشريعة. وكما قيل لا تحتاج كثير علم لكي تتشدد بالفتوى بل تحتاج إلى علم غزير لتخفف عن الناس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى