سعادة #المخلص_المنتظر ” #نائب_حارتنا “
اقتربت الانتخابات النيابية
وبدأ سعادتهِ بجمع أفكاره ..معلوماته، أمواله ، ندواته ..كلماته المعتادة ، تحضير الخطابات المملة وجلساته العديدة ..
سيبدأ قريباً بجمع عشيرته، أقربائه ، أحبابه ، أعداءه .. وكل شخص يمكث في دائرته فوق الـ ١٨ عشر سنه
نائبنا المبجل عند اقتراب موعد الإنتخابات يبتسم للجميع من حوله، ابتسامته لا تفارق وجهه يسلم على فلان وعلى آخر ، على الصغير والكبير يجلس مع عجائز الحي، ويجالس الشباب يسمع همومهم وشكواهم .. يساعد المحتاج والفقير، يزور الصالونات والمطاعم والمقاهي والبقالات .. لم يترك قط رجلاً أو امرأة او محلا تجاريا في منطقته
إلا وزارهم
في الأفراح ترى سعادته يفرح للعرسان أكثر منهم وفي الاحزان يحزن لموت
المرحوم أكثر من أبناءه ، في المسجد تراه أول الحاضرين ويجلس بجانب الإمام ويحث المصلين على والصوم والصبر ، ويملأ صندوق الزكاة بالنقود دوماً
تراه في اليوم الذي يليه في الكنائس يرن جرس الكنسية ويسلم على البابا ومن في الكنيسة جميعها
يساعد الفقير والمحتاج ويعد الجميع أنه سيغير حالهم ووضعهم لحال أفضل ، يلتقط صوراً معهم ويلقي عليهم خطابات حين تسمعها تقول ها اتى المخلص .. يقبل رأس مخاتير ووجهاء المنطقة ويزور المدارس للاطمئنان على الأطفال نيابة عن ذويهم لم يترك قط مكاناً واحدا في دائرته إلا وزاره
سعادته كان مبتسما دوماً يدفع ضرائب الحي ويدفع إيجارات منازلهم ويلتقط صورا مع الغلابة قائلاً فيها: اللهم قدرنا على فعل الخير ..
قبل أن يصبح سعادته نائباً كان لسانه السليط يشتم كل الفاسدين في الوطن ويتوعدهم ، يدعو الله أن يحفظ الأردن وتراب فلسطين ويلعن الصهاينة باقبح الكلمات ..
يجول في الحارات دافعاً الاف الدنانير هنا وهناك ، يجمع، ويشتري الاصوات ويرجوا منهم صوتاً انتخابياً
ليضمن تحويله من شخص فارغ إلى نائب تافه.
قبل استلامه بيوم وقد علم انه اصبح نائبا غير رقم هاتفه كخطوة تكتيكية للهروب وغير سيارته الكلاسيكية إلى سيارة حديثة
وأصبح وجهه المبتسم إذا يتحول تدريجياً إلى وجهٍ عبوس ويتدرب على المرأة لنظرات إستعلاءٍ وإستكبار
غير هندامهُ إلى بدلة الأكابر، بَدل
مشيته المتواضعة..صار يمشي ورأسه
كاد أن يصل فيه لعنان السماء..
فجأة إذ الفرحة المزروعة على خدهِ تحولت إلى كشرة، وظهره المنحني إذ استقام بتكبرٍ لم تعد تطوله الأرض .
سكان الحي رأوه للمرة الأخيرة نزل من سيارته رافعاً رأسه ، يرتدي بدلة بيضاء
ويدخن سيجارة كوبر
أتى اليه سكان الحي يهنؤه ويطلبوا منه أن يلبي احتياجاتهم فهز رأسه وقال للحارس الذي معه: سجل ملاحظتهم
لدي إجتماع هام مع الحكومة
ذهب سعادته ولم يعد يراهُ احدا قط، بدأ الجميع يتسأل عنه، إمام المسجد ، الجيران، العجائز المارقة ، الجميع
يبحث عنه ولم يترك خلفه أثرا واحداً.
سعادته أول من أعطى الثقة بالحكومة وأول من وافق على قرارات رفع الاسعار وخلف الحكومة دائما بقراراتها ، ويوافق على اي قرار تطرحه الحكومه دون أن يقرأهُ ، اذ قالوا أن السماء أرض
هز رأسه وبصم .
سعادته لم نعد نراه أو نسمعُ عنه إنطوت حكايته وهاجر ووافق على كل خازوق يخصنا ويخص أولادنا والآن يخطط بصمت ليستلم وزيراً في احد الدوائر.