سحب الجنسية من بعض المجنّسين . . !

#سحب_الجنسية من بعض المجنّسين . . !
#موسى_العدوان

نشرت وسائل الإعلام المحلية والأجنبية يوم الأربعاء 15 أيار 2024، خبرا لوكالة انباء رويترز، نقلا عن مسؤوليْن أردنيين، بأن الأجهزة الأمنية الأردنية القت القبض في أواخر شهر مارس / آذار الماضي، على مخبأ لخلية يضم أنواع مختلفة من الأسلحة الخفيفة والمتفجرات. ومن المؤسف أن يكون أعضاء هذه الخلية الذين اعتقلتهم أجهزة الأمن الأردنية، هم أردنيون من أصل فلسطيني.

وأشار الخبر أن الخلية أرسلتها فصائل مقاومة مدعومة من إيران في سوريا إلى خلية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، لها صلات بالجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية حماس. ويقول المسؤولان الأردنيان أن القصد من تهريب هذه الأسلحة، هو زعزعة الاستقرار في الأردن. بينما تقول جماعة الإخوان المسلمون أن القصد من إرسالها إلى الأردن هو لتسليمها إلى قيادة المقاومة في غزة.

ولو سلمنا بما تدعيه جماعة الإخوان المسلمين، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا لا تُستخدم حدود الدول العربية التالية في تهريب الأسلحة إلى المقاومة الفلسطينية، ويقتصر الأمر على الحدود الأردنية ؟ فهل الأردن يشكل معبرا لتهريب الأسلحة بغض النظر عن وجهتها ؟

  1. طول الحدود السورية مقابل هضبة الجولان المحتلة 76 كيلو مترا، ويمكن استخدام الجانب الشمالي من نهر اليرموك لتهريب نحو سهول طبريا وبيسان، وإيصال الأسلحة للمقاومة.
  2. طول حدود لبنان مع المنطقة المحتلة يبلغ طولها 79 كيلو مترا.
  3. طول حدود مصر مع المنطقة تبلغ 266 كيلو مترا.
  4. وهناك الشريط الساحلي ويبلغ طوله 273 كيلو مترا. أما بالنسبة لأعضاء الخلية الأردنيين من أصل فلسطيني، فإنني سأورد المقاربة التالية : ” تصادق عقرب وضفدع على شاطئ نهر صغير. وفي أحد الأيام الربيعية المشمسة خرج العقرب من جحره، فشاهد جمال الشاطئ الآخر، وأراد أن يعبر النهر قاصدا الوصول إليه. كان يعرف بأنه لا يجيد السباحة لكي يجتاز النهر، فرأى صديقه الضفدع يقفز من مكان إلى آخر على حافة النهر.

اقترب من صديقه الضفدع وطلب منه أن يُسدى له معروفا بحمله على ظهره، والعبور به إلى الجانب الآخر من النهر، واعدا إياه برد الجميل له عند الحاجة في أي وقت لاحق. فقال له الضفدع : ولكني أخشى أن تلدغني وأنت فوق ظهري، فرد عليه العقرب : لن أفعل هذا، لأني لو لدغتك ونحن في وسط النهر، فسوف تموت ونغرق جميعا، ولا مصلحة لي في هذا الفعل.

فكّر الضفدع قليلا فيما قاله صديقه واقتنع بكلامه، فقرر أن يستجيب لطلب هذا العقرب المسكين. وبالفعل ركب العقرب على ظهر الضفدع وبدأ يعبر به النهر. وفي منتصف الرحلة بوسط النهر، أحس الضفدع بلدغة العقرب، إذ بدأ الشلل يسري في جسده من أثر اللدغة.

وقبل أن يفارق الحياة، نظر الضفدع بطرف عينه إلى صديقه المحمول فوق ظهره بدهشة، غير مصدق فعله، وسأله : لماذا فعلت هذا يا صديقي؟ فأجاب العقرب : إنها طبيعتي يا عزيزي . . لم استطع أن أغيرها حتى لمن صنع لي المعروف . . ! “. انتهت القصة.

  • * *

هذا الفعل الذي قامت به الزواحف، ينطبق على كثير من أفعال البشر، الذين لا يكتفون بالتنكر والجحود لمن أحسن إليهم، بل يتعمدون رد الجميل بالإساءة إليهم. فيتناسى الأخ إخوانه، والصديق أصدقائه، والقريب أقاربه، والمواطن وطنه الذي منحه الجنسية. فيحاولون الإساءة لمن أحسن إليهم بصورة خفية أو ظاهرة، كلما لاح لهم زمان أو مكان مناسب، يخدم مصالحهم الشخصية. وقد قال الشاعر العربي واصفا هذا الحال بقصيدة مطلعها :

ومنْ يصنعُ المعروفَ مع غيرِ أهلهِ * * يلاقي الذي لاقى مُجيرُ أمُّ عامرِ

وبعد كل ما تقدم ، أليس من العدل، سحب الجنسية الأردنية، من كل مجنّس يسيء لأمن الأردن، الذي احتضنه وسهّل عليه معيشته، كأبسط جزاء يمكن أن يُفرض عليه لقاء فعله المشين ؟ ؟ ؟

ملحوظة: ( أم عامر هي أنثى الضبع ).

التاريخ : 16 / 5 / 2024

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى