” #ساعة_بيولوجية !!”
د. محمد شواقفة
تنتابه حيرة لا تفسير لها، لماذا يداهمه #الأرق في الليلة التي تسبق #الاجازة، و يرحل عنه #النوم ويكون مستيقظا مع خطوط الفجر الأولى في يوم الإجازة.
قرر أن يعرض ساعته البيولوجية للبيع أو المقايضة و الاستبدال. لم يكن صعبا عليه الوصول لذلك السوق الذي كان يزخر بالبائعين و المشترين المحتملين.
توقف عند أحدهم ينادي على عرض خاص على الصدق، و بدأ معه تفاوضا ليشتري بعضا منه، و لكن البائع اشترط أن يشتري منه كمية الصدق كاملة غير منقوصة و هذا ما لم يستطع احتماله…. طلب من البائع ضمانة بأن هذا الصدق أصلي و ليس مزورا، لكن البائع أخبره: لقد تعبت من حمل كل هذا الصدق و لذلك أرغب بالتخلص منه و لا أملك أي ضمانات !!!! ، تمت الصففة رغم الشك و الريبة!!
اجتذبه صخب و جلبة غير بعيدة لبائع يروج لبضاعته و يبيع أياما في العمر و أغلب الناس غير مقتنعين بحقيقة الصفقة. و راح يحاوره غير متأكد كم يحتاج من أيام إضافية و هل هناك سابق معرفة لنوعية الأيام، هل ستكون سعيدة أم صعبة و أليمة؟، تملكه تردد ماذا لو كانت الايام التي يشتريها ليست مما يأمل أو يروم!!!! و لكنه اكتفى بشراء يوم واحد فقط
تراجع قليلا و هو يراقب أحدهم يقنع آخرا بأن يشتري منه ما تبقى من حظ. و كادت الصفقة أن تتم لولا أن المشتري إكتشف أن محفظته مفقودة و كان يعتقد جازما أنها تمت سرقتها و راح يندب حظه في مفارقة عجيبة!!، فتقدم صاحبنا و اشترى بعضا من الحظ الذي لم يعرف أهو جيد أم سئ!!
اتخذ موقعا لنفسه و احتار كيف سيعرض بضاعته للبيع، و طرح مواصفات ساعته البيولوجية، و كونه يحمل بعض الصدق فلم يستطع أن يخفي أي من العيوب فكان يبتعد الجميع عنه، فمن يرغب بأن يشتري ساعة يلفظها صاحبها؟!!
طلب أحدهم أن يأخذها لفترة ليجربها، فاضطر مستسلما و منحه اليوم الاضافي الذي اشتراه ليفحص بضاعته. و عندما عاد أخبره بأنه سيشتريها و لكنه سيذهب ليحضر له المبلغ المطلوب، و بينما المشتري في الطريق داهمه طارئ و قضي الأمر و راحت الصفقة ادراج الرياح.
كان يراقب شريط الأخبار، و تظاهر بالنوم لكي لا يرى و لكن مشكلته أنه لا يزال يسمع جيدا…. و ساعتة البيولوجية لم تأذن له ولو بإغفاءة قصيرة
“دبوس على البيولوجي”