سارة / عودة عياصرة

سارة
قصةٌ ذابت فيها الرجولة وظهرت ملامحُ الخيانة ، بطلها رجلٌ نقشَ مخالبهُ على جسد امرأةٍ طاهرة فكُتبت المأساة بدمائها ودموعي ، بطلتها سارة وذنبها اخلاصها وصدقها وعاطفتها ، كانت سارة ضحيّة رجل نثر مشاعرها واستطاع على مر السنوات أن يمثل الدراما في عشقها ، التهمَ انوثتها وشبابها بخيانةٍ ليست مشروعة حتى في الأدغال ، عندما قالت لي سارة قصتها وأنفاسها محملةٌ بالبكاءِ تُردد : الله لا يسامحه النذل ، انهارت حروفي فكتبتُ بقهري لها :

صديقتي سارة تكالبت علينا غرائزنا فصرنا كمومسات الاحياء نوزّع تركة الشرف صباحاً ونبيتُ في فرجِ الرذيلة ليلاً ، الذبابةُ في أوطاننا عاهرةٌ يا عزيزتي ألم تشرب من دمائنا القذرة ! ، نحنُ مستنقعُ تصرفات ومرحاضُ أفكارٍ نتنه ، صدقنا عقيم وكذباتنا مُزمنة ، صرنا يا سيدتي عارُ آدم وابناء حواء المنبوذين ، نركعُ ونسجدُ لنخفي في قشرة العبوديه كل افرازات الوجود .

يا سارة يخونُ الرجل المرأة وكأنها قطعةُ لحمٍ أصبحت فاسدة ، لم يعد وجودها يليقُ بغريزتهِ الحيوانيه ، المرأة آلةٌ متينه في مطبخٍ ومجلى ، المرأة هي كائنٌ يربّي الأولاد ويحفظُ أسرار البيت ، المرأة هي سنامٌ صبور لخيباتِ رجلٍ أحمق افترسَ قدسية الارتباط بمخالب الغريزه .

يا رباب قولي لسارة بأن تلك الخطايا لا غفران لها ، أسمعيها نشيد الغاب وحدّثيها عن مروءة الثعالب واخلاص الأسود وسمو الضفادع وكيف تدلّلُ الحميرُ اناثها ، أوجعيها بالكلام واسترسلي في وصف انسانية الحيوان ، لعلها تمنّت أن تكون حمامةً على غصن أو نعجةً في بستان يراها عشيقها من نفس الفصيله أجمل أنثى وكأن الله لم يخلق شيئاً بجمالها .

مقالات ذات صلة

وعلى لسان سارة حذاري أيتها الفتيات ، فكم سارة كانت ضحيّة لقصصٍ دراميّة كتب السيناريو لها أشباهُ رجال .

عودة عياصرة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى