
” #زيتات_الدار “
مقال الأحد 23-11-2025
#أحمد_حسن_الزعبي
كُنتُ اليوم في #مكتب لتوصيل #الامانات ، مكتب صغير للغاية معتم ، فيه موظف وحيد ، يتلخص عمل هذا المكتب على أن يوفّر #الشحنات_الصغيرة الى #دول_الخليج ، لكنّه ينشط موسمياً في فصل #الخريف و #الشتاء..يجمع ” #تنك_الزيت” ،” #دبابي_الزيتون ” ،” #قطرميزات ” #المقدوس ” وبعض أكياس #البرغل “والجريش” ،”رفيعة”،”سميدة” عادة ما تضعه #الأمهات في اكياس أرز الشعلان وأبو كاس..
تأمّلت تنك الزيت المرتب بشكل هرمي على مدخل المكتب ، وطريقة كتابة الأسماء ، “محمود علي العوض” أبو ظبي ،خالدة ابراهيم أبو سمرة “الشارقة” أبو شغارة ، أبو خالد الحمصي “المصفّح”، بتول نايف “أم داني” ومكتوب عليها “من أمّي”…مرّ رجل مسنّ من أمام المكتب سأله ” على قطر قدّيش “؟؟؟ ..قال له : 12 ع التنكة ، فكّر قليلاً ثم غادر …لفت انتباهي أحدهم كتب على التنكة بعد أن ذكر اسم المستلم ورقم هاتفه والمدينة كتب بقلم دهان أحمر : ” #زيتات_الدار ” لتمييزها عن تنكة أخرى كتب عليها “مشتراة”..
#الأردنيون طيّبون ، رقيقو القلب ، لا تطاوعهم ضمائرهم أن يتذوّقوا #الزيت_الجديد ،دون ان يتقاسم معهم شقيقهم #المغترب أو شقيقتهم المغتربة لذّة الطعم ، يتزاحمون في مثل هذا الوقت من السنة لإرسال “مونة” الأحبة كي تصلهم طازجة ،و #الزيت_حار ومعكّر كما لو أنه خرج للتو من #المعصرة..
“زيتات الدّار” يختلف نكتها عن أي زيت آخر ، زيتات الدار يعني فيه #ذكرى_الطفولة ، و #تعب_الأم ، وهديل الحمام البرّي فوقها..زيتات الدّار يعني ان لها #طعم_مختلف ووقع مختلف يفهمه #القلب قبل #الفم..
زيتات الدّار يعني كل ما في الدار من #حب و #شوق و #ذكرى “عصرناه لك وأرسلناه اليك”..
زيت الدار..يشبه دمعة حارّة ذرفتها أم ذات مساء على ” #حبيب_الدار “..




