التقاعد / أحمد المثاني

التقاعد

من خبر الوظيفة ، عاجلا أم آجلا سيخبر التقاعد . فهو قدر محتوم .. كالأجل ، لا مفر للموظف منه ، و لا يعلم متى يداهمه ، لأن أمزجة الوزراء و نزواتهم علمها عند الله .. و من بعده ، قليلا ما يكون عند ديوان الخدمة المدنية ! و أحيانا يكون آخر من يعلم . و التقاعد سلاح شخصي للتخلص من الخصوم ، و المعاندين من الموظفين ، الذين يفشل معاليه بإدخالهم إلى بيت الطاعة ، و الذين يتقنون عملهم و لكنهم لا يعرفون مسح الجوخ !
التقاعد بيد المسؤول كحق العصمة للرجل .. و إذا استطال رأيك أو راسك عن العموم المنقاد .. رمى عليك المسؤول قرار التقاعد ” بالثلاث” و ببينونة كبرى .. إلا إذ كنت من المدعومين ،، فيبر المسؤول بقراره و قسمه فيعيد ارجاعك لعصمته و لكن ” بعق” جديد . و لكن دون حفلات معلنة ! و تقتصر المراسم على عشاء خروف برقم وطني و ليس ( روماني) ، إذ المسؤول يفضل من باب الانتماء الخرفان البلدية الوطنية .. أم لية !!
التقاعد و ما يسمى بالإحالات على التقاعد ، و ما يرافقه من إشاعات ، ” بعبع ” يخوفون به الموظف الذي أطعم الوظيفة عمره ، فدخل إليها لحما و ترميه عظما… كابوس او بمقام ابو رجل مسلوخة أو ” الغولة ” التي يخوفون بها الأطفال .. بالطبع أيام زمان .. أطفال اليوم لا يخافون من ” البات مان ” او ” جرندايزر “…
التقاعد اول و أسهل قرار لأي وزير يتربع على كرسي الوزارة .. و قبل أن يسخن الكرسي ، عفوا ، تحت مقعدته .. و حتى يوصف معاليه بأنه ابو الادارة الحديثة .. علما أنه فشل بإدارة أفراد بعدد دفتر عائلته .. و إذا كنتم في شك مريب مما أقول .. راجعوا و تذكروا أول قرار لأي وزير .. جنبا إلى جنب ، و بالتزامن و السرعة ذاتها .. بتغيير أثاث المكتب و الآنسة السكرتيرة !!
التقاعد أرادوه نقمة و سخط للموظف الذي لا يسبح بحمد معاليه .. و لا يؤدي بما يلزم لإشباع الغرور .. و تكوين الهالة الكاذبة عن انجازات وهمية و بطولات ورقية صحفية .. في حين أن الوزارة إن لم تكن : في مانك سر .. فهي : إلى الخلف در ..
التقاعد ارادوه نقمة ، و إذ به نعمة عند الموظف الذي لم يقايض الاذلال بكرامته ،، و هو نعمة و مكسب للراحة من تلقي ” فرمانات” جوفاء تترى و تسقط ” كجلمود ” صخر .. حطه السيل من عل ..
التقاعد ليس التقاعس و ليس الموت قاعد ا
أنه راحة للنفس ، و رضا بما قدم الإنسان لوطنه و فرصة للتأمل و التفكير و حياة جديدة

ملاحظة : من أشهر سلاح الإحالة على التقاعد ، قتل به !! و فوق كل ذي علم عليم . و فوق كل معالي قرار حل و تشكيل !!

– أحمد المثاني –

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى