عالم هش

عالم هش
د. عبدالله البركات

رغم القوة الظاهرة للعالم الحديث فهو معرض اكثر من اي وقت مضى للهزات القوية والمدمرة. ان انتشار مرض شديد العدوى مع تطور وتكثف الاتصالات هو احد مظاهرة هذه الهشاشة. ولكن المظاهر اكثر بكثير. تصوروا انقطاع الكهرباء لمدة ايام بل اسابيع عن مدينة حديثة بناطحات سحاب. كيف سيصل الناس الى مكاتبهم ومصانعهم ومنازلهم. ليس فقط وسائل المواصلات العامة تعمل على الكهرباء بل كذلك السيارات الكهربائية والمصاعد ومضخات تزويد المياة وشواحن الهواتف وأبراج الاتصالات والمخابز والمطاعم ومخازن الطعام وكثير من الأدوية والمطاعيم. واجهزة التنفس في العناية الحثيثة. والحواسيب التي تضبط حركة الطائرات والقطارات التي لا تعمل بالكهرباء. ناهيك عن الإضاءة والتكييف الاقل الحاحاً.
لا يمكن للعالم ان يعيش بلا كهرباء. سيموت الملايين من الجوع والعطش والبرد والحر والمرض. وهكذا سيصبح اعتمادنا على الكهرباء وهي نقطة قوة العالم الحديث هي بالضبط نقطة ضعفه.
طبعاً من المستبعد ان تنقطع الكهرباء لمدة طويلة في اي مدينة حديثة. ولكن من كان يتصور ان نوع واحد الفايروسات يمكن ان يسبب كل هذا الرعب في عالم وصل من التقدم ما لم يُعرف له سلف.
وتأمل قول الله تعالى :
إِنَّمَا مَثَلُ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنزَلْنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخْتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ ٱلنَّاسُ وَٱلْأَنْعَٰمُ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَخَذَتِ ٱلْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَٱزَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَآ أَنَّهُمْ قَٰدِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَىٰهَآ أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَٰهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِٱلْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلْءَايَٰتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى