زمن الكتابة / نقاء أحمد طوالبه

زمن الكتابة

أي غمامة يتقنها القدر ؛تقودنا نحو نهايتنا…ليس وحده الشتاء ما يوقظ الروح ويبقينا على أمل …ليس وحده التراب ما يعمينا…ليس وحده العمر ما يخنق أزاهير الفرح،ويحرق بساتين اللقاء والعودة…

فصوتي هادئ على الرغم من بحة الحلق المحترق من خذلات السنين وكسور الأيام…فما عاد يحملنا سوى الورق الأبيض ، وما من صديق لنا غير الكتابة وحدها ولأجلها ،نعيش كأننا ولدنا لأجلها فقط.

فهدوء من نوع كلاسيكي يعم الروح بعد الصخب؛تراتيل الأذكار ربما كانت أو ستكون الهندوسية؟!…وجسد ممدد بلا روح هو فقط يتنهد…نجول في عالم الخيال برفقة الكتب…فهاهم الكتاب يلوحون بحروفهم ،يصنعون منها كلمات…يسيرون بها أشرعة سفنهم الهياجة؛يتشبهون بالربان السائر في بحر الألوان الملفتة العاصفة؛يغرقوننا بكلماتهم ،نصاب بعمى الألوان…يجعلوننا ندمن الغرق ،ندمن السباحة،وندمن القراءة…ثم يعالجوننا في مكافحة الإدمان؟!.
أحداث قصتنا تتقدم؛وتقلب عقارب الوقت الصفحات…وهاهي الأيام تمضي بطيئة كالسلحفات التي انتصرت على الأرنب بالسباق..جاءت العربة وهاهي (ساندريلا)مسرعة؛ليتها تحظى بحذاء الأمير؟!..
وعلى بساط الريح نتطاير معا في طقوس سرية غامضة ،لا يعرفها إلا كاتب صادق عسف به زمن مع الكتابة،ففي الشرق حين وفي الجنوب حين آخر؛وبين الحدائق والغابات وبين المضائق والقنوات ، وبين الصحارى والواحات نتجول نحن الكتاب، وتتعدد الشخصيات من عجوز لفتاة ويأخذ الخيال دور البطل…
اليقطينة تصبح عربة تجرها بعض الخيول…وعندما تصل هذه العربة إلى مكان الحفل تخرج الأميرة بفستان ملفت،وحذاء ذهبي لامع يعجب الأمير.

مقالات ذات صلة

ففي الكتب كل شيء ممكن ، فقد تجد قرية في الغابة لأقزام بياض الثلج،وقد تجد بعض السنافر…وقد تجد ليلى والذئب ولكن لا تخف على الجدة فهي في الخزانة ولا تجزع لكلام الذئب…ويا مالك الحزين ففكر قليلا وكن ذا عقل رزين حتى لا يأكلك الثعلب.

فكل شيء كتبناه؛ليس إلا لتخمر أرواحنا خمرتها فتذوب بتبخر السكر فيها…فيبقى آخر ما تبقى في كأس نبيذنا من العفن…فنحن نعيد هدمنا وبنائنا على أسطح الورق
نعيد اكتشاف الحياة برقة ؛بقسوة ؛بصخب ربما أو حتى هدوء …
فحين نهدأ قد يجن الكون شقاوة،وحين نشقوا فقد تهدأ رياح الكون…فأنا هي أنتم يا معشر الكتاب وأنتم أنا،
فنحن المخلصون للغناء؛وصاحب الظل الطويل والمغامرة فلونه عازفوا اللحن في هذا المساء…فهيا معا ليكتمل البناء؛ونساعدهم على كتابة موسيقاهم…لنغني معا بإيقاع عذب واحد؛ يوقع كل شيء في براثن الوعي والوهم …فهيا معا لنبدأها بصدق ووفاء…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى