
زلطة وسَلطة
#رائد_عبدالرحمن_حجازي
ذات يوم طلب والدي من والدتي رحمهما الله بأن تحضر له صحناً من #الزلطة . ولا أخفيكم فقد كان ذلك اليوم أول معرفتي بالزلطة وعمري لم يتجاوز العاشرة . ومن باب الفضول تبعت والدتي لما كان يسمى بالمطبخ لكي أتعرف على هذا الطبق . لم الحظ أي غرابة فيه فقد كانت مكوناته عبارة عن قطعِ من #البصل و #البندورة مع رشة ملح وقليلاً من #زيت_الزيتون . والطريف بالأمر أن رحمة والدي كان يأكل الزلطة مع الخبز . وأنا أيضاً فعلت نفس الشيء وكان مذاقها رائعاً بالرغم من بساطة المكونات .
بعد مدة من الزمن وكانت طبختنا عبارة عن رز مع فول أخضر وإلى جانبها كان على الطبلية ذلك الجاط البلاستيكي والذي يحتوي على موادٍ متعددة الألوان فقلت لوالدتي : هاي زلطة ملونة لكي ألفت نظرها لنباهتي . لكنها فاجأتني بجوابها قائلةً : لأ يما هاي #سلطة وهاي أطيب من الزلطة . فقلت لها: شلون يعني . فقالت : هاي فيها شغلات زيادة مثل البقدونس والخيار والسماق والنعنع الناشف والخس والبصل الأخضر والليمون .
لا أخفيكم بالرغم من تعدد المكونات إلا أنني وجدت طعم الزلطة أطيب وألذ . ومع دخولي لمعترك الحياة لم تعد كلمة السَلطة تأخذني إلى ذلك الجاط البلاستيكي فقد اختلطت علي السَلطة مع السُلطة بالرغم من أن الخيار والألوان المتعددة كانت هي العامل المشترك الأكبر بينهما إلا أنه كثيراً ما كان يختلط الأمر علي .
كبرت وكبرت معي الذكريات لكن يبقى صحن الزلطة هو الأطيب والألذ والأصدق .