مفارقات مذهلة / أ .د أنيس خصاونة

مفارقات مذهلة
عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري في مصريتصل برئيس الوزراء الصهيوني ليقدم التهنئة للكيان الصهيوني بعيده القومي كما أرسل وزير خارجية مصر ببرقية تهنئة الي الخارجية الإسرائيلية أبلغهم فيها التهنئة الحارة والتمنيات (ربما باحتلال مزيد من الدول العربية)
.أما عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري في مصر فلم يكتف ببرقية وزير خارجيته إلى الخارجية الإسرائيلية ليقوم بالإتصال الشخصي برئيس الوزراء الصهيوني ليقدم له الطاعة والتهنئة.
لم نعد نصدق ما يحدث وما عاد العقل يستوعب كيف يقوم رئيس أكبر دولة عربية بتهنئة الكيان الصهيوني على احتلال فلسطين وهو يرى الفلسطينيين تتفطر قلوبهم وتنسكب عبراتهم على ذكرى النكبة والتهجير والشقاء الذي يعيشه هذا الشعب المكافح منذ ما يزيد عن ثمانية وستون عاما طباقا.
وفي الوقت الذي نعتقد بأن هناك قادة عرب آخرون قدموا التهاني سرا لقادة الكيان الصهيوني فإن علانية ما قامت به القيادة المصرية وإهانتها لمشاعر الفلسطينيين المشردين والمعذبين في الأرض تعكس صلافة موقفها وعدم انتمائها لقضايا العرب والتي في مقدمتها فلسطين وغرتها القدس والأقصى وكنيسة القيامة.
الموقف المصري والتهاني والمباركات للكيان الصهيوني لا تشكل إهانة لمشاعر الفلسطينيين والعرب فحسب ولكنها تشكل قمة الإحتقار والإستهتار بأرواح الالاف من المصريين الذي قضوا شهداء في حروبهم مع الصهاينة منذ عام 1956 ومرورا بعام 1967 وانتهاء بخرب عام 1973.ماذا يقول عبدالفتاح السيسي وطغمته وزبانيته لعائلات الشهداء والأسرى المصريين الذين دفنوا أحياء في سيناء؟؟؟

ما يقوم به السيسي من تعاون مع القيادة الصهيونية وحماية حدودها وتدمير أنفاق غزة وإهانة كرامات أهل غزة على معبر رفح كل ذلك وغيره مما خفي يؤشر إلى شبهات كبيرة وشكوك مبررة واستفهامات مثيرة حول ارتباطات السيسي بالكيان الصهيوني وسعيه لتقوية وتثبيت دعائم اسرائيل في مصر والعالم العربي؟
لن يتفاجأ مستقبلا بعض المتابعين لسياسات الحكومة المصرية بقيادة السيسي إذا ما اكتشفوا لاحقا بأن السيسي يعمل لصالح الكيان الصهيوني إن لم يكن يعمل لحساب هذا الكيان فعلا تمام مثلما اكتشف السوريون في منتصف الستينات من القرن المنصرم أن إيلي كوهين الذي كان على وشك أن يصبح رئيسا لسوريا هو في حقيقة الأمر كان جاسوسا يعمل لصالح إسرائيل وحسابها. نرجو أن نكون مخطئين في تحليلنا وقراءتنا لنهج الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وحرصة الشديد على التنسيق الكامل مع اسرائيل وحماية مصالحها والفرح بذكرى اغتصابها لفلسطين لدرجة أن أكثر القوى السياسية الإسرائيلية يسارية وتطرفا تعلن صبح مساءا بأن عبدالفتاح السيسي يحقق لإسرائيل أكثر مما حلموا وأنه بدون شك أي السيسي “هدية الله إلى الشعب اليهودي “وهذا كلام وتصريحات اليهود أنفسهم..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى