زفاف الخريف..

#زفاف_الخريف..

#خاص_سواليف

#أحمد_حسن_الزعبي

مقال السبت 11-10-2025

كان بيتنا وطننا الصغير ، رغيفنا الشهي ، محاربنا الشجاع ، #ظل_الأب ، #عريس_الشتاء ، في #مساءات_تشرين.

في مثل هذا #الغروب ، كانت تحضّر أمي #جبلة_الطين ، تعجنها جيّداً تفحص قوامها ، تضعها على رأسها وتصعد السلّم الخشبي بتمهّل وعناية ،الشمس جدّة الوقت ، ترقب أمي وهي تصعد سطح البيت ، تضع ” #حناء ” الزفاف جانباً، تكنس المكان بـ”مقشة قيصوم”  تتفقدّ جروح السقف ، تتذكّر مواضع الدّلف ،ثم تبدأ تضمّد #الشقوق بالطين ، كانت تغنّي امي بصوت خافت لا تسمعها الا أصابعها فتتقن العزف، تطرب #عصافير الحيّ وتهدل معها #حمائم_الدار ، كانت تريد للسقف أن يشفى قبل #الشتاء ،كي يدافع عنّا من جديد، ليقف في وجه العاصفة من جديد، ولا ينزف على أغطيتنا قطراته الباردة ، وكان المحارب الطيني شهماً  فيبرأ ويستجيب..

في تشرين كان يعاد توجيه “بوري” الصوبة ليباري #الريح ، ويسعل #المزراب غبارا و #أكواز_سرو سقطت لهواً فيتطاير من فمه #ريش_العصافير التي سكنته ذات صيف..

في #تشرين صرير بيتنا الخشبي ، يزيد من #قشعريرة_الوقت..ينذرنا أن #البرد قادم ،وان #المطر قادم،وان #الشتاء قادم، وأن غول “الكهولة” قادم…وأننا جميعاً كنا مجرّد ” #معازيم ” في #زفاف_الخريف الذي يطرق ذاكرتنا كلما شممت #رائحة_التراب_المبتلّ..

Ahmed.h.alzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى