#زعيم غير قابل للتجريح
موسى العدوان
في كتابه ” قراءات في مرآة الأدب والسياسة ” يقول الكاتب شكري صبري الحديثي ما يلي وأقتبس :
- “يقول يوجين جوستين الوثيق الصلة بالمخابرات المركزية الأمريكية في تقرير سري كتبه عن #جمال_عبدالناصر :
( مشكلتنا الحقيقية مع عبد الناصر أنه بلا رذيلة، مما يجعله من الناحية العملية غير قابل للتحريح، فلا نساء ولا خمر ولا مخدرات، كما لا يمكن شراؤه أو رشوته.
إنه نزيه لدرجة مذهلة، حن نكرهه ككل، ولكننا لا نستطيع أن نفعل تجاهه شيئا، إنه فعلا بلا رذيلة وغير قابل للفساد ).
- أما الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، عندما سمع بوفاة عبد الناصر وهو على ظهر مدمرة أمريكية في البحر المتوسط قال : ” لقد فقدنا في العالم العربي عدوا شريفا “.
التعليق :
- إن أصدق شهادة هي شهادة العدو تجاه عدوه. وهاتان الشهادتان من المسؤولين الأمريكان الذين كانوا يناصبونه العداء، هما أكبر دليل على نظافة الرجل وإخلاصه لوطنه.
- صحيح أن هناك من يحبه ومن يكرهه، وأكثر الكره يتركز عما حدث في نكبة حزيران، التي كان عرابها المشير عبد الحكيم عامر، ولكن عبد الناصر اعترف بأنه يتحمل كامل المسؤولية، ولكن شعبه تسامح معه لكي يثأر لاحقا لتلك الفاجعة.
- وعند الحكم على عبد الناصر يجب أن نلتزم جانب الحياد بغض النظر عن عواطفنا الإنسانية، طالما هو بين يدي الله تعالى، ويجب أن ننصفه في صفاته الأخرى، وشعبيته التي طغت على مشاعر جميع الشعوب العربية.
- كان عبد الناصر قد اكتسب ثقة معظم شعوب الأمة العربية، وبمجرد خطاب في وسائل الإعلام، كان يحرك أي شعب من شعوب الدول العربية من المحيط إلى الخليج ضد الدول الأجنبية، وعدم السير في ركابهم.
- وهذا ما كان يقض مضاجع تلك الدول وعدم السير في ركابهم، فناصبوه العداء وجاؤا بكل وسيلة للتخلص منه.
- والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو : هل يستطيع أي زعيم من زعماء الأمة العربية هذه الأيام، أن يفعل ما فعله ما جمال عبد الناصر ؟ وعلينا أن لا ننسى أنه توفي دون أن يمتلك الاقطاعيات، أو الشركات، أو يودع المليارات في ملاذات آمنة. رحم الله جمال عبد الناصر وأسكنه فسيح جناته.
