سواليف
عمان- حرصا على دعم المشهد المحلي في الفنون الأدائية، أعلن الأسبوع الماضي في احتفالية رسمية عن انطلاق مبادرة “زاد الفنون” في الجمعية الثقافية العربية، برعاية وزيرة الثقافة هيفاء النجار، وبحضور رئيس المبادرة المهندس بشر جردانة رئيس مجلس إدارة الجمعية، والرئيس الفخري للمبادرة الدكتور المهندس سمير عبدالهادي ونخبة مثقفة ونشطاء في المجالات الفكرية والثقافية.
وألقى المهندس جردانة كلمته خلال الحفل الذي أدارته الإعلامية رندة كرادشة وقال، إن اليوم يتحقّقُ حلم الجمعيَّة الذي سعتْ له منذ سنوات لتعزيزِ دورِها في الإسهام في رفعِ شأن المجتمع في قضايا الثقافةِ والهُوية من خلالِ بناء وتطوير منتدًى للثقافة ِ ليكون “زاد الفنون” الجناحَ المرادف لجوهرتها مدرسة الرائد العربي لتحلق نسرا بجناحينِ نحوَ نهضةٍ عربية من خلالِ عماديْ التّعليم والثّقافة وبهدف تعزيز حيوية مشهد الفنون الأدائيَّة من خلالِ تكريس شركات مؤسسية مؤثرة.
وأضاف جردانة أنه ومن ضمن الخطوات الهامة لتحقيق هذه الرؤية، تمَ توقيع مذكرة تفاهم بين الجمعية وصندوق سمير عبدالهادي للثقافة والفنون نظرًا لاهتمامه في دعم مسيرة الحركة الثَقافيَة؛ حيث قدَم تبرعا ماليا سخيا، كما تقدم الجمعيَة الثَقافيَة العربيَة تمويل مماثل من موازنتها السَّنوية يدفع على مدّة خمس سنوات لغايات تأسيس واستدامة “زاد الفنون”.
من جهته أوضح المهندس سمير عبدالهادي انه يرى الثقافة ضرورة قصوى لأي نشاط فكري أو وطني أو اجتماعي وان الثقافة تقودنا للوصول الى مجتمع يعرف ما يصبوا اليه وانها معززة للنسيج الاجتماعي، مؤثرة في الحوار العام وفي بناء الشخصية القيادية.
كما وتم استعراض استراتيجية زاد الفنون التي تسعي الى المساهمة في تعزيز قطاع فنون ادائية حيوي في الأردن، من خلال تطوير المواهب اليافعة وتزويد الشركاء بالدعم المؤسسي المستدام. حيث تركز هذه المبادرة على مسارين أحدهما تعليمي تكويني من خلال اكاديمية زاد للموسيقي ومبادرة ابداع للمسرح والدراما والاخر مؤسسي من خلال بناء نماذج شراكات مؤثرة مع مؤسسات القطاع.
أما وزيرة الثقافة فأكدت النجار في كلمة ألقتها بالاحتفال الذي حضره عدد من أعضاء مجلس الأعيان، ووزراء ومسؤولين سابقين، على أن الوزارة وشركائها من مؤسسات المجتمع المدني لديها موقف موحد من الإبداع والابتكار والقضايا الوطنية الأردنية والعربية. وثمنت الوزيرة إطلاق هذه المبادرة وبجهود الداعم لها المهندس سمير عبدالهادي، مشيرة إلى أنها تمثل أبرز أبعاد الاستراتيجية الوطنية من خلال التفاعل بين مؤسسات المجتمع المدني وعطاء المواطنين المؤثرين من القطاع الخاص، معربة عن استعداد الوزارة للتفاعل مع هذه المبادرة التي تقدم النموذج الأردني للأبداع ودعم الفنون والموسيقى والجمال.
وتم خلال الاحتفال تقديم عرض فيلمين قصيرين على الشاشة عن “مبادرة زاد الفنون وأكاديمية زاد للموسيقى “. فيما عرض فيلم تسجيلي وثائقي بعنوان “سيرة ومسيرة” تناول مراحل حياتية وبصمات قدمها المهندس سمير عبدالهادي محليا وعربيا.
واشتمل الاحتفال على حفل موسيقي شارك فيه 14 عازفا وعازفة على مختلف الآلات الموسيقية بقيادة الفنان لطفي ملحس والفنانة فوز شقير بمصاحبة كورال من اطفال مدرسة الرائد العربي.
وتعود فكرة مسيرة المبادرة تحت شعار (نستثمر في الأثر والإرث الثقافي لبناء جيل المستقبل) إلى العام 2020؛ عندما تلاقت رؤى وأهداف وتطلعات الجمعية الثقافية العربية وصندوق سمير عبدالهادي للثقافة والفنون، ليشكلا نافذة حقيقية على أرض الواقع وصولا لإطلاق زاد الفنون رسميا كمبادرة غير ربحية في العام 2023.
وتشمل الفنون كل من؛ المسرح، الكتابة الإبداعية، الموسيقى، فنون الرقص، والدبكة، من خلال العمل مع اليافعين واليافعات والفنانين الشباب والشابات وطلاب وطالبات مدرسة الرائد العربي المهتمين بالحصول على تدريبات مختصة في مجال الفنون.
وتفتح المبادرة ذراعيها على المشهد الثقافي المحلي بشكل عام؛ عبر إتاحة فرصة وصول الفنانين الشباب والشابات إلى مساحات التدريب وتجارب العروض والأداء، وتوفير التمويل المرن وتعزيز القدرات التشغيلية ودعم العروض الإبداعية النوعية لشركاء المبادرة.
واختارت “زاد الفنون” مجال الفنون الأدائية لكونه واحداً من أكثر القطاعات مواجهة للصعوبات والتحديات محليا وعربيا، ولأنه الأمس حاجة لتوفير الدعم بكافة أشكاله لما له من تأثير إيجابي على مجالات التعبير الإبداعي، والتحرّر الفكري المعزّز لقيم الديمقراطية والحريات الثقافية والحفاظ على الإرث والتراث.
