رياح شديدة البرودة وخيام مهترئة.. النازحون بانتظار شتاء قاس

#سواليف

يحاول الشاب خليل جمال (33 عاما) تثبيت خيمته على شاطئ بحر مدينة دير البلح، بعد أن عصفت بها #الرياح_الشديدة تضرب قطاع #غزة منذ أسبوع.

يقول جمال إن الرياح شديدة وباردة تضرب القطاع، أدت لتقطع في أقمشة #الخيمة التي أنشأها لإيواء أفراد أسرته، بعد أن اضطروا للنزوح من مناطق بمدينة رفح قبل 6 أشهر.

ويضيف جمال أنه يحاول تثبيت الخيمة بما تيسر له من أخشاب وأقمشة، آملاً أن يشعر أطفاله ببعض الدفء في الليل حيث تهب الرياح محملة بالبرودة على غير عادة أجواء القطاع التي عهدها سكانه #النازحين في السنوات الماضية.

ويبين أن أجواء قطاع غزة في مثل هذه الأيام تكون خريفية معتدلة تحمل نسمات باردة ولكن ليست بمثل ما تأتي به الرياح، مشيرا إلى أن محاولاته بإصلاح الخيمة لتلائم الجو قد تبوء بالفشل إذا ما استمرت الرياح ليلاً على ذات الشاكلة.

يتساءل جمال عن حاله وحال نحو مليوني نازح في #فصل_الشتاء المرتقب، بعد أن فشلت خيامهم المهترئة بأول الاختبارات، مناشدًا العالم الحر التدخل الفوري لوقف المأساة ولجم #الاحتلال الصهيوني، وإنهاء #حرب_الإبادة المتواصلة منذ أكثر من عام.

ووفق تقارير أممية؛ فإن نحو مليوني فلسطيني تركوا منازلهم استجابة لأوامر الإخلاء القسري منذ عام من الزمن، فيما يقول الإعلام الحكومي إن الاحتلال دمر ربع مليون وحدة سكنية وجعلها غير صالحة للسكن.

والحال ليس جيدًا في خيمة المواطن محمد أبو هلال (44 عامًا) حيث أقامها مقابل جامعة الأقصى في خان يونس بعد أن اجتاح الاحتلال المدينة ودمر منزله، وآلاف المنازل في المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة.

يقول أبو هلال، إن خيمة مصنوعة من النايلون الذي قبل أيام بفعل الرياح القوية، وذلك بعد اهترائه نتيجة حرارة الشمس في أشهر الصيف الماضية، مضيفا أنه يحاول بإمكانيات بسيطة إصلاح حيث يكلف شراء نايلون أو شادر قوي ما بين 350 إلى 650 شيقلاً.

ويوضح الأب لخمسة أبناء أن الثمن المطلوب لشراء غطاء جديد للخيمة يعزل الماء ويحجب برودة الجو مكلف في ظل المعاناة اليومية لتأمين الطعام والمياه النظيفة للشرب والطهي والأخشاب الوقد.

ويصف أبو هلال معاناة النازحين بأنها لا توصف، فالكل في حيرة من أمره لا يعرف ماذا يصنع وكيف ومن أين، “ففي كل شيء لنا أزمة سواء في الطعام أو النوم أو تأمين الملابس والأغطية. الحياة مزرية ومعقدة، ولا نملك خياراً إلا الصبر”.

ويترقب الرجل حلول فصل الشتاء بعد شهر، مؤكدا أنه لا ينام الليل بسبب هذه المسألة ويتردد في رأسه سؤالًا واحدًا: “كيف سأحمي أطفالي من البرد والأمطار الغزيرة”، آملا بأن تنتهي الحرب قبل ذلك.

ويعد نقص الملابس الشتوية مأزق آخر يواجه أسرتي جمال وأبو هلال، مؤكدان أنهما نزحا دون التمكن من أخذ أي ملابس لأطفالهم، كحال جميع النازحين.

وعند التجول في الأسواق، لا تكاد تجد أي ملابس شتوية، وإن توفرت فبأسعار لا يقدر عليها أي فلسطيني في هذه الظروف القاهرة، وفق أبو هلال.

ويقول المكتب الإعلامي الحكومي، إن 100 ألف خيمة من خيام النازحين من أصل 135 ألفا أصبحت غير صالحة للاستخدام بسبب الاهتراء.

ويبيّن المكتب في بيان صحفي سابق أن تلك الخيام مصنوعة من الخشب والنايلون والقماش، واهترأت مع حرارة الشمس ومع ظروف المناخ في غزة، وخرجت عن الخدمة بشكل كامل، خاصة بعد مرور قرابة العام من النزوح والظروف غير الإنسانية المرافقة له.

وأكد المكتب، في عدة بيانات رسمية أخرى، أن الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال آلاف الخيام إلى قطاع غزة في ظل هذا الواقع المرير.

المواطن معاذ أبو مصطفى الذي يقطن في خيمته أمام شاطئ بحر مدينة غزة يقول، إنه عاجز تمامًا أمام حالة البرد الشديد التي تعصف بالقطاع، “لا نحتمل البرد، ولا نستطيع النوم ليلًا، بسبب قلة الملابس والأغطية واهتراء الخيام التي يتسلل منها الرياح إلى أطفالنا، ونحن كذلك بحاجة لتجديد الشوادر كل لا تغرق بسبب سقوط الأمطار”.

ويضيف: “عندما نزحنا لم نستطع حمل شيء معنا من أمتعتنا وأغطيتنا، فالمنزل أصبح ركامًا”، متابعًا: “كما أن الأغطية والملابس غير متوفر في الأسواق، وفي حال توفرت فهي بأسعار خيالية، ونحن لا يتوفر معنا الاموال لشرائها”.

ويبقى أهالي قطاع غزة في مواجهة تحديات كبيرة، حيث يضطرون إلى التأقلم مع ظروف غير إنسانية فرضها جيش الاحتلال الإسرائيلي لما يزيد عن العام، في ظل شتاء قارس يفاقم من معاناتهم المستمرة.

وبدعم أمريكي، تشن “إسرائيل” حرب إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، خلفت أكثر من 142 ألف شهيد وجريح، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

المصدر
المركز الفلسطيني للاعلام
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى