روح جافة

#روح_جافة

#محمد_طمليه

روح جافة, لا فعل ولا رد فعل: والله لو انفجرت جرّة الغاز في مطبخي لما اكترث..

• ينصحني أحدهم/ من أولئك الحمقى “ما غيرهم”/ ينصحني بالخروج الى الحياة العامة, ويسوّغ لي الفكرة قائلاً ان ما يحدث خارج هذا المكان شيء حميم ومسلٍّ ويأتي بأمثلة: الشباب في الخارج يقعون في حبّ فتيات جميلات, ويذهبون بالمعيّة الى أماكن شتّى. دعك من هذا, فيبدو انه لا يعجبك. هل جرّبت الانضمام الى حزبٍ ما? ليس بالضرورة ان تقتنع بالأفكار التي يطرحها هذا الحزب أو ذاك, فالاحزاب لم تعد تطرحُ افكاراً اصلاً. ولكنّي أدعوك الى عقد اجتماعات مع اشخاص يعتقدون انهم أذكياء, اجتمع يا أخي, وصدّّقني ان اللّغو مفيد. اسمع, خذ إجازة من الجريدة وتجوّل في المدينة دون هدف كما لو كنت أبله, هذا الشارع أو ذاك, فأنت في حاجةٍ للخروج من هذا المنزل اللعين, أنا لا افترض ان هذا المكان منزل. واضح أنك لم تستقبل أحداً في الآونة الأخيرة, كم اشفق عليك, فأنت وحيد أكثر مما ينبغي.
• لا عليك, تستطيع ان تجلس في المقهى: تتفرج على الرواد, وقد تنشأ علاقة جديدة بينك وبين شخص مُحبط مثلك: يقولون ان الحبور يتجلّى عندما يلتقي شخصان من طينة واحدة. قل لي, هل تعجبك السينما? الانشطة التطوعية بأنواعها? الرّحلات خارج العاصمة? ما بك? قل شيئاً ولا تتركني ارغي بمفردي. عموماً, لن أغادر قبل ان نتوصل معاً الى صيغة, مَنْ قال ان أمرك لا يهمني? أنظر, لقد غربت الشمس ويوجد في الخارج نسيم جيد. قم معي نتمشى, فهذا مفيد للرئة والعضلات ككل. هيا. لا تكن خاملاً على هذا النحو. أنا استغرب. أنت لا تستجيب مُطلقاً, مما يضطرني للخروج. سأخرج. وداعاً.
• وأغلقتُ الباب خلفه, منتشياً, ومُحتفلاً بان زيارته انتهت, واثقاً ان صديقي أدرج معظم القضايا التي جلعتني أنزوي أول مرّة..