#روحك #بمناخيرك / #كامل #النصيرات
قرر (ناقص هزيمات) أن يتركه من التذمر و الشكوى ..لأنه شعر أنه زوّدها حبتين ؛ مش معقول كل شيء غلط ؛ لازم يكون هناك أشياء صح بس هو مش معطي لنفسه الفرصة ليراها ..! من أجل ذلك قرر ألاّ ينظر لظاهر الأمور فالظاهر أحياناً يكون خدّاعاً..يجب أن ينظر بعمق ..كي يفهم بعمق و يتصرف بعمق ويشعر بعدها بعمق السعادة ..!
مشى (ناقص هزيمات) في شارع مزدحم ..رأى اثنين يتهاوشان على الاصطفاف : اطلع يا أخينا ..ما تتحرك ..و يجيبه الآخر بعصبية : مش طالع ..بطلع بمزاجي ..مش أخو مراقي إنت ..! يرد عليه وهو ينزل من السيارة : بدك تطلع غصب عن اللي خلّفوك وأنا هسّا بورجيك يا ابن الـ……(تووووووت) ..! فجأة تتشابك الأيدي ..تتطاير أحذية و تفقع كاسات و تتناثر ..الناس يتفرّجون وأصواتهم تعلو دون تدخل : حرام ..وحدوا الله ..بسيطة يا اخوان ..! قال (ناقص هزيمات ) لنفسه : هاي فرصتك ..لازم تقرأ المشهد بعمق ؛ أوعى تفكرهم يتهاوشوا ..الظاهر إنهم يتهاوشوا ؛بس العمق إنهم يمارسون الحب جهاراً نهاراً ..لذا قرر (هزيمات) أن ينهي المشهد العميق بعمق كبير ..تقدّم من الطرفين وقال بصوت عالٍ : سيبونا من التخويث ..التمثيل تبعكم ما يمرق عليّ ..يلاّ يلاّ كلّ واحد يركب سيارته وخلّي الناس تشوف مصالحها ..ترى حركتكم مكشوفة ..! نظر الطرفان إليه..تأملاه .. تقدما نحوه بخطوات واثقة ..أمسكاه ككماشة ..قال أحدهم وهو (يلطشه كفّاً) : وإنت شو إللي دخّل أهلك ..! بطحه الآخر أرضاً و قال له وهو (يترفش ببطنه ): مثل ما شفت روح خبّرْ ..! تركاه ..ومضى كلٌّ منهما لسيارته ..وغادرا المكان ..!
وقف (ناقص هزيمات) مسح بعض دمٍ عن وجهه..كتكت ملابسه ..نظر للجميع ..وأصواتهم تملأ أذنيه : خليك تستاهل ..ليش تحشر حالك ..عامل فيها عنتر ….إلخ..ابتسم في الوجوه جميعاً ..قال لهم : الآن فهمتُ المشهد العميق ..ولكل شيء ثمن ..ما في تعليم ببلاش ..كلكم شركاء في المشهد ..لأن المشهد بكل تفاصيله هو نحن ..نحن الجاني و الضحية ..! مين اللي حطّ روحنا بمناخيرنا..مين مين مين ..؟؟؟!!.