
وزير الأوقاف والسباحة بعكس التيار
الهجوم الذي شنه أحد الواعظين على معالي وزير الأوقاف بسبب عدة قضايا تبناها الوزير في قراراته وشغلت الرأي العام وفي مقدمتها خطبة الجمعة الموحدة وحذف نص الحديث النبوي الشريف (ولا تشبهوا باليهود)إضافة الى إبتعاد مواضيع خطبة الجمعة عن القضايا ذات الأهمية والتي تشغل الرأي العام الأردني له مايبرره فمن الاعتداء الصارخ والمباشر على الأئمة والوعاظ بقتل إبداعهم واغتيال شخصياتهم من خلال الخطبة الموحدة وإختيار عناوين هزيلة ضعيفة للخطب الموحدة في ظل أحداث جسام تمر بها الأمة عامة وأردننا خاصة الى تحويل عد من الأئمة والوعاظ الى الأجهزة الأمنية بحجج ومبررات واهية قوامها الكشف عن الخلفيات الفكرية لهؤلاء الأئمة الأبرار وكذلك حرمانه المقصود لكافة الأئمة الوعاظ والعاملين في المساجد من علاوة الخطبة المميزة حيث أن هذه العلاوة صرفت بسخاء الى من لا يستحقها أصلاً وهم الموظفين الاداريين في وزارة الأوقاف ومديرياتها الداخلية والخارجية الذين لا علاقة لهم بخطبة الجمعة لا من قريب ولا من بعيد .
أضف الى ذلك وفي سابقة خطيرة من شأنها تكميم أفواه الأئمة والوعاظ والعاملين في المساجد والحجر على عقولهم وكبح إنتشارهم الدعوي عبر وسائل الإعلام أصدر الوزير تعميماً الى كافة مديريات الأوقاف في المملكة والأئمة والوعاظ يقضي بمنع أي واعظ وإمام منعاً باتاً أن يصرح أي تصريح على كافة مواقع التواصل الإجتماعي أو أن يظهر على وسائل الإعلام والفضائيات إلا بإذن خطي رسمي من وزارة الأوقاف وبغير ذلك يعرض الإمام الواعظ نفسه للمسائلة القانونية ؟!!! ,إن هذا هو الإستعباد بعينه لخيرة الناس من الأئمة والوعاظ .
ألم يقل الفاروق عمر رضي ألله عنه( متى أستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) ؟ , إن هذه السياسات المدتهامرة التي يتبعها معاليه والتي تخالف في إتجاهتها رسالة المسجد الخالدة على مر التاريخ وكذلك التي تعاكس في مضمونها مبادىء رسالة عمان الدعوية الشهيرة التي وقع عليها مئات الألاف من كبار علماء الدين الأجلاء وخطها بيمينه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المفدى وفي مقدمة بنودها الإشراف على المساجد وإعمارها والعناية بها والعمل على أن تؤدي رسالتها على أكمل وجه دون تطرف أو غلو تثبت لنا بما لا يدع مجالاً للشك مدى تخبط معالي الوزير وزير الأوقاف في قراراته المثيرة للجدل وفقدانه البوصلة التي تسير بهذا الوطن نحو بر الآمان بل وزيادة النقمة الشعبية نحو هذه الحكومة التي أصبحت تتصرف كمن يعيش وحده على كوكب الأرض ولا تبالي بمشاعر أبناء هذا الوطن الموحدين لله .
ختاماً فإنني ومن خلال هذا المنبر الحر موقع سواليف فإنني أوجه ندائي الى من لا يسمع النداء ويسير على سياسة (إذن من طين وإذن من عجين ) أن كفى تجبراً بأبناء هذا الوطن من إخواننا الأئمة والوعاظ فلقد بلغ السيل الزبى ولا بد من إتباع سياسة التشاركية في صنع القرار قبل إتخاذه وفرضه بالقوه والله من وراء القصد.