رنين ذاك العصفور / ابراهيم الحوري

رنين ذاك العصفور

منذ، وأن كان عمري، ما يُقارب عشرة عاماً ، أصحوا مُبكراً ، وإذ في عيني، تشاهد في كل مرة عصفور ، يعلو فوق الشجرة ، لا أعرف نوعه حقيقة ،ولكن أتذكر صوته ،الرنان ،وهو يُزقزق،حيث في ذاك الوقت ، أستيقظ مُبكراً ،أجالس ذاتي ،وأفكر بأشياء يعجز ،أي طفل في هذا الوقت، أن يُفكر بالمعلومات الوفيرة، التي كانت لدي.

ليسَ كذلك، فحسب ،وإنما حتى أصبح الآن عمري الثلاثون ،أُفكر بأشياء ،في حال كانت قد أٌخذت على سبيل الجدية لكانت مفتاح فرج ،لكل من يفكر بها ،أحياناً على صوت فيروز ،في الصباح ،أتذكر ذاك العصفور ،الذي التمس له عذراً ،على صوته الفتاك ،على صوته الهادئ الرنان ،حينها أُدرك أن الطفولة هي البراءة ،بل هي صوت ذاك العصفور ،
يعجز القلم عن الوصف ،ولكن لا يعجز القلم عن أنَّ التخطيط الذي لدي ،هو تخطيط على صوت الرنان ،لذلك العصفور ،الآن أُهيئ ،ذاتي ،وما علي الا أنَّ أُهيئ ،شخصيتي الجسيمة ،التي تجسد بقلمي ، كُل حرف ما زال يُكتب ،وكُل كلمة تُكتب ،وكل فاصلة منقوطة تبرر السبب ما بعدها ،أقول لكم ،أنَّ حياتي ليّ ، حتى أصبحوا يقولون ليّ تغيرت مئة درجة ،أقول لهم نعم تغيرت؛ لأن صوت ذاك العصفور ،لا يُطرب هذا الزمان ،فلكل زمان دولة ورجال ،فالكلام ثابت ،وشخصيتي بها الرجولة الكامنة ،التي لا تخشى بالحق ،لومة لائم ،وأنَّ يوم غد لناظره لقريب ،وكل عام وانتم بالف خير ،على اهزوجة ذاك العصفور الذي يغرد، ويطير ،في الهواء الطلق .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى