رفعت الجلسة / خالد عبدالله الزعبي

رفعت الجلسة ….
لم يتوانى ابن الصف الرابع ” ج ” في شعبة ذرعها ستة عشر ذراعا يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُا أربعين طالبا ومعلما لايجد له موطئ قدم في زحمة الصف فيقف مشبوحا وملتصقا ظل سبورتة مستنشقا غبرة طباشيرها المختلطة بسناج مدفأته الحمراء ذي الشعلة الزرقاء تؤتي دفئها محموما بوهج انفاس الحاضرين ….
لم يتوانى ابن العاشرة من ان يمثل امام القضاء كشاهد اثبات لمعلمه ولديه هذه البينة الخطية كدليل قاطع لإدانة المدعي وبطلان ادعائه في عدم توفيره للبيئة الصفية المناسبة علميا وصحيا ،طالبا من هيئة المحكمة الموقرة وقبل ان تصدر قرارها بالمثول امام الاربعون طالبا في حرم شعبته ولمدة اربعين دقيقة وبعدها ليصدروا حكمهم ميدانيا ويسطروه على وجه السبورة ليكون وبمثابة وصمة عار في جبين حكومتنا الرشيدة….
سيدي القاضي ….حضرات المستشارين
ان هذا الشخص الماثل أمامكم لهو ابي واخي قبل ان يكون معلمي وهو معلمكم ايظا سيدي
هو سيدنا لأننا تعلمنا منه معا صناعة الحرف وتهجئة الكلام
هو سيدنا لأنه القنديل الذي تجاوزنا من خلاله سراديب الجهل
الهذا الحد يقلقلنا …؟؟ الهذا القدر يؤرقنا…؟ من نحن نكون حياله ….؟ أنسينا حالنا حيث كنا أطفالا بلهاء….!!! عتبنا بوابه الدنيا حينما علمنا تهجئة الألف والباء…!!أ
أأﻵن وقد كبرنا …!!! فأصبحنا كبار دولة ووزراء … نوابا وسفراء … شيوخا ووجهاء ، فنضربه بسخف قراراتنا ونوقف نبض قلمه ونلوث صحائف مجده لتختفي منها كل أحرف الهجاء
سيدي القاضي اسجني ان انا أخطأت … فوالله ما جاءت فصاحتي هذه وجرأتي هذه محض صدفة الا انني تعلمتها على يدي هذا الأنسان فان ظلم فلتجف الصحف وترفع الاقلام …… رفعت الجلسة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى