
كتب .. الأستاذ #الدكتور_محمد_حسن_الزعبي
رفح ليس مجرد اسم لمدينة تتربع على مساحة من الرمل مكون من ثلاثة حروف، بل #كيان_عظيم يحمل في طيات اسمه سر غير مألوف. صحيح أن الاسم بني من ثلاثة حروف وليس من الصدف أن تتنازع أطرافه وحدوده جهات ثلاث تحاول انتزاعه إلا أنه يأبى إلا أن يبقى متماسكاً. حروفه متصلة إلا من معبر بينها يعطيها الحياة ويضفي عليها المعنى والهيبة.
صحيح أن وسط الكلمة يجب أن يتميز بالفتح إلا أنها حقيقة مغلقة ولا ندري متى ستفتح حتى تعود رفح إلى أصلها الذي بنيت عليه. كل المحاولات التي جرت لتغيير قانون الفتح باءت بالفشل ولا زال الكل ينتظر الفتح حتى تعود رفح إلى اساسها الذي شكل حروفها قبل الإغلاق. لا ينفع مع وسطها الضم فهو يفقدها جمالها وتصبح غريبة على ناطقها. من يتجرأ على ضم وسطها؟ كما لا ينفع معه الكسر فهو متماسك متين، صلب ومكين.
رفح لا تقبل التلاعب بها فعند عكسها تتألم من الحفر كما يعبث بها #العدو الآن ولكنها لا تلبث أن تلتهم عدوها في حفرها وتجعل من رمالها مقابراً له. تحب من يخرج من وسطها ويتقدمها، يحمل راءها راية ويملؤها فاءها فرحاً ويبدل حاء حزنها مرحاً حتى وإن تغيرت معالمها بالحفر. رفح لا تطيق أن تثبت آثار أقدام العدو طويلاً فرمالها لا تقبل أن ترى للعدو ناراً ولا للغريب استقراراً.
أما إذا اراد البعيد أن يقودها ويتصدر مقدمة الكلمة فتقف في وجهه وتصبح حرفاً حاداً كالسيف فلا يلبث أن ينهار ويتقهقر. رفح كلمة تعاقدت مع التاريخ على العز والكرامة وليست قابلة للبيع أو المساومة، بناؤها وإن تهدم مرصوص وتاريخها وإن تآمر عليه الأعداء محروس.




