«رفات جندي» تكشف حقيقة الانتصار
عمر عياصرة
لم أسمع نقدا من الرفاق في اليسار الأردني والفلسطيني بخصوص تسليم جثة جندي صهيوني كان مدفونا في مخيم اليرموك بدمشق للإسرائيليين.
المفارقة ان التوقيت ملتبس، فقبل ايام اعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب الجولان ارضا اسرائيلية، وبعد ايام ستجري انتخابات اسرائيلية داخلية، يحتاج فيها نتنياهو للجولان والرفات على حد سواء.
من الذي قرر منح نتنياهو هذه الهدية؟ وهل يعقل ان الوصول لرفات الجندي «زخاري باوميل» الذي قتلته القوات السورية في العام 1982 دون مساعدة وقرار من بشار الاسد؟
ويقال إن القائد الفلسطيني احمد جبريل امين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، ساهم وساعد بالعثور على رفات الجندي.
ادرك ان المسألة تمت بضغط روسي، فالهدية كانت مرسلة من جهة بوتين لصديقه نتنياهو بمناسبة اقتراب موعد الانتخابات، والرجل (نتنياهو) بأمس الحاجة اليها.
هذا السلوك الروسي الفج يطرح سؤالا عميقا عن طبيعة توزيع موازين القوى فيما يتعلق باتخاذ القرارات السيادية على الارض السورية.
بطريقة اخرى، هل فعلا صدقت مزاعم انتصار نظام بشار الاسد على شعبه، وانه بات مسيطرا على القرار في بلاده، ام انه لا زال اسيرا لمن حافظوا على بقائه في قصره؟
بوتين لا يعبأ ببشار، لا يراه الا صغيرا متلاشيا، وعلى ما يبدو ان الاسد لا يبدي اية مقاومة، وينفذ ما يقول، ربما، انتظارا لتغيير في موازين القوى هناك.
أنصار بشار الاسد في عمان محرجون جدا، اصابهم الذهول، لا يملكون التبرير المناسب، فمفهوم الممانعة يسقط تحت اقدام بوتين المحتفى به سابقا.
تخيلوا معي لو ان الاردن من قدم رفات جندي اسرائيلي لنتنياهو، كيف ستكون ردود فعل هؤلاء، وكم سنسمع تخوينا وتوبيخا ومطالبة بالسيادة.
في المحصلة، ما جرى، يؤكد، ان نظام الاسد لم يعد مستقلا، بل هو اداة وظيفية تتنازعه طهران وموسكو بطريقة تمزيقية، والمؤسف ان «اسرائيل» مستفيدة حتى يثبت العكس.