رغم الإنجازات المتواصلة والأرقام القياسية التي حققها، تختبئ الكثير من التفاصيل القاسية في كواليس قصة البطل البارلمبي الأردني #أحمد_الهندي، الذي يحافظ على لقبه بطلا للعالم في رياضة دفع الكرة الحديدية منذ عام 2018.
وتوج لاعب المنتخب الوطني الأردني البارالمبي لألعاب القوى #أحمد_الهندي، بطلا للعالم، الإثنين، بذهبية منافسات دفع #الكرة_الحديدية في فئة F34 بالنسخة التي تستضيفها #باريس.
وتمكن بطل “بارالمبيك طوكيو 2020” من إحراز الذهب بعد أن دفع الكرة الحديدية لمسافة 11.69 مترا، مسجلا أفضل رقم شخصي له هذا الموسم.
والألعاب البارالمبية هي ثاني أكبر حدث دولي متعدد الرياضات، يشارك فيه رياضيون بدرجات إعاقة متفاوتة، منها ضعف القوى العضلية واختلال الحركة نتيجة عجز في الأطراف مثل البتر، وكذلك قصر القامة والتوتر العضلي وضعف البصر وإعاقة النمو.
بطولات متتالية
الهندي توج بذهبية #بطولة_العالم في نسختها الماضية، التي جرت في مدينة دبي عام 2019.
هو أيضا حامل الرقم القياسي العالمي الذي حققه في “بارالمبيك طوكيو 2020″، بعد أن سجل مسافة 12.25 مترا.
توج كذلك في 5 يوليو الجاري بذهبية دورة الألعاب العربية التي جرت في الجزائر، ليصبح في رصيده ذهبيتان في شهر واحد.
البداية والشغف
قال البطل الأردني إنه كان يمارس رياضة كمال الأجسام منذ الصغر، إلا أنه تحول إلى دفع الكرة الحديدية منذ عام 2015.
وبدأت قصته عندما توجه للمجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في الأردن بحثا عن وظيفة يعيل بها نفسه، فحوله المجلس للجنة البارالمبية بسبب جسمه الرياضي وبنيته القوية.
ويقول الهندي: “هنا كانت بداية مشواري وانطلاقتي إلى العالمية، والحمد لله حققت إنجازات لم أكن أحلم بها”.
ويصف الهندي مدربه محمد الحراسيس بـ”الداعم الأكبر الذي آمن بموهبته، وراهن عليه وكان سببا في إنجازاته”.
تحديات وصعوبات
رغم إنجازاته الدولية المتواصلة وتربعه على عرش اللعبة منذ عام 2018 حتى اللحظة، وحصوله على 3 أرقام قياسية عالمية، يشكو الهندي الإهمال الشديد من قبل الجهات الرسمية، وعدم تلقيه الدعم الكافي لإكماله مشواره الرياضي والوصول إلى أهدافه المقبلة، المتمثلة بالحفاظ على اللقب العالمي وإحراز أرقام قياسية تخلد اسمه واسم بلاده.
وأشار إلى أن “ضعف الدعم المادي الذي يكاد لا يذكر يتسبب بالضغط النفسي الشديد، الذي انعكس بدوره على تراجع الرقم الذي حققه في المنافسات الأخيرة في باريس، رغم أنه أحرز الميدالية الذهبية”.
تهميش إعلامي
وأبدى الهندي ، انزعاجه من إهمال وسائل الإعلام الأردنية له، وتهميش إنجازاته العالمية التي رفع خلالها العلم الأردني في مختلف بقاع العالم.
وأكد أنه حاول مرارا وتكرارا الوصول لأشخاص يعملون في وسائل الإعلام الأردنية وآخرين من مشاهير مواقع التواصل، إلا أنه صدم عندما طالبه بعضهم بدفع مبلغ مالي مقابل ترويج إنجازاته في بعض الأحيان، وعدم الرد في أحيان أخرى.
أصعب فترة في حياتي
بصوت تملؤه الحسرة عبر الهندي عن مشاعره، فوصف الفترة الحالية له بأنها “أصعب فترة في حياته، حيث يشعر بالإحباط والتعب الشديدين لاجتماع الدراسة والعمل والمشاركة في البطولات العالمية في آن واحد”.
وانتقل الهندي للعيش في الولايات المتحدة لإكمال دراسته قبل 8 أشهر، ويضطر للعمل في عدة مجالات من أجل إعاشة نفسه، فيعمل في ميكانيكا السيارات، إلى جانب الدراسة والتمرين والمشاركة في البطولات، الأمر الذي يشكل عبئا ثقيلا عليه ويؤثر على صحته ويشوش تركيزه ويصيبه بالإحباط.
لكن رغم الصعوبات والضغط النفسي، يمضي الهندي نحو هدفه المقبل “وليس الأخير” وفقا لقوله، وهو الحصول على ذهبية دورة الألعاب الآسيوية المقامة في الصين سبتمبر المقبل، ومن بعدها ذهبية دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 33 المقامة في باريس في يوليو 2024.