سواليف
تُراقب أغلب #مراكز_المناخ العالمية فيما إذا كان لبركان #تونغا تبِعات مُحتملة على #مناخ كوكب #الأرض خلال السنوات القليلة القادمة، وذلك في ظل رصد كميّات كبيرة من جزيئات ثاني أكسيد الكبريت والرماد البُركاني تتحرك في طبقة #الستراتوسفير والناتجة عن #انفجار #بركان تونغا.
يتواجد حالياً في العالم حوالي 500 بُركان نشط وجميعها غير مؤثرة على المناخ، حيثُ طالما لم يتجاوز الثوران البُركاني إرتفاعات شاهقة فإن الرماد يكون عُرضةً للرياح العمودية وللرواسب ويُرسّب بسرعة، ولكن عندما يتم قذفه إلى الطبقة التالية في الغلاف الجوي (الستراتوسفير) فإنه يبقى لفترة طويلة، وذلك لأن الستراتوسفير هي طبقة مستقرة تماماً بدون تيارات عمودية كبيرة فيها يُمكن لجسيّمات الرماد الخفيفة أن تطفو لِعّدة أشهر ويكون ترسبُها بطيء جداً.
هل ثوران بركان تونغا كان قوياً بما فيه الكفاية ليؤثر على أنماط الطقس؟
بركان تونغا والذي إنفجر في وقت سابق من مُنتصف يناير 2022 أطلق عموداً هائلاً من الدخان والرماد قد تجاوز عُلو ٣٠ كم تقريباً فوق سطح الأرض، ليكون الأقوى منذُ ثلاث عقود وتحديداً منذُ بركان بيناتوبو في الفلبين الذي كان لهُ عظيم الأثر في حدوث تغيير ملموس على الأنماط الجوية السائدة حينها في كوكب الأرض.
وبحسب النماذج العددية تلك المُختصة في إستشعار كيمياء الغلاف الجوي فقد قُدر ما تم إطلاقه على إثر ثوران بركان تونغا بنحو 400 ألف طن من جزيئات ثاني أكسيد الكبريت، هذه الجُزيئات من ثاني أكسيد الكبريت وبالرغم من مكوثها على إرتفاعات شاهقة عن سطح الأرض في الغلاف الجوي إلا أن تأثيرها يصل إلى الإرتفاعات القريبة من سطح الأرض لا سيّما في تلك الطبقات التي تتحكم في الطقس وشكل الأنماط الجوية، فبعد أن يقذفها البُركان يتحول ثاني أكسيد الكبريت إلى رذاذ حامض الكبريتيك الذي يحدّ من كمية الدفء التي نتلقاها من الشمس.
ويرى المُختصون في مركز طقس العرب أنه عند مُقارنة كمية الإنبعاثات والهباء الجوي المحقون في طبقة الستراتوسفير نتيجة ثوران بركان تونغا مع تلك البراكين التي تسببت في تغيير مناخي ملحوظ خلال العقود الماضية فيتضح أن كمية الإنبعاثات الناتجة عن بركان تونغا قليلة جداً ومحدودة فيما لو قورنة على سبيل المثال مع بركان بيناتوبو الذي أطلق حينها ما يتجوز 20 مليون طن من ثاني أكسيد الكبريت أي ما يُمثل 50 ضعفاً من تلك الناتجة عن بركان تونغا.
وفي حدث أكبر واشمل، كان بركان تامبورا الذي إنفجر في إندونيسيا عام 1816 أطلق ما يزيد عن 58 مليون طن من جزيئات ثاني اكسيد الكبريت التي إخترقت أعلى طبقات الغلاف الجوي، وكانت النتيجة أن عام 1816 عُرف بالعام الذي لا صيف له، حيثُ حدث تغير مناخي واسع ولمدة ثلاث سنوات بعدما إنخفضت حرارة الكوكب وسادت الإضطرابات الجوية والعواصف والثلوج والجفاف والامراض (الكوليرا) وثورات الجياع في أوروبا (المجاعات) وفشل المحاصيل الزراعية والكساد الاقتصادي، ومات على إثر ذلك الملايين، وذات القيمة (58 مليون طن من ثاني أكسيد الكبريت) لو قورنة أيضاً مع تلك الكمية الناتجة عن بركان تونغا تُمثل حوالي 150 ضعف.
تأثيرات محدودة مُتوقعة للانبعاثات الناتجة عن بركان تونغا
ويقول المُختصون في مركز طقس العرب أن رذاذ حامض الكبريتيك سيستمر في الغلاف الجوي لمدة تصل إلى عامين ويتبدد في غضون خمس سنوات، ولا يروا أن التأثيرات ستكون ملموسة على أنماط الطقس بما في ذلك درجات الحرارة العالمية، ومما يدعم ذلك تكهن العلماء وهم كُثر أن متوسط درجة حرارة سطح الأرض ستنخفض بمقدار 0.004 درجة مئوية فقط خلال السنة الأولى بعد ثوران بركان تونغا، أي أن ثوران بركان تونغا ليس قوياً بما يكفي ليكون له تأثيرات كبيرة وملموسة على المناخ العالمي، ويُضيف المختصون في المركز أن التأثيرات قد تكون واردة في المناطق القريبة من حدوث البركان بما في ذلك أجزاء من أستراليا.